إلا أن انتماءه لطائفة "السبتيين" التي ظهرت كفرع من البروتستانتية في القرن الـ 19 بالولايات المتحدة، يجعله ناكرا أي دور للمصريين القدماء في بناء الأهرامات وغيرها من مظاهر حضارة آخذة للآن بالألباب، ويعزوها للنبي يوسف.
في 1998 ألقى محاضرة بجامعة Andrews في بلدة "بيرين سبرينغز" بولاية ميشيغان، وأعلنها صراحة بأن الأهرامات "ليست مدافن للفراعنة، بل هي أهرامات لحفظ الحبوب، بناها النبي يوسف" تحضيرا كما قال لـ 7 سنوات مجاعة، وسخر ممن يزعمون بأن كائنات جاءت قديما من الفضاء وصممت للمصريين الأهرامات وخرساناتها، وهذا فيديو، يتضمن ما قاله في تلك المحاضرة، بدءا بشكل خاص من الدقيقة الثالثة، وفيه مزاعم أثارت عليه التهكم المحلي والدولي.
ووفقا لـ"العربية.نت"، حين كان بن كارسون مرشحا العام الماضي للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية، ثم خرج منها مهزوما لصالح ترامب، وصل صدى ما قاله في المحاضرة قبل 17 سنة إلى وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، حيث أجرى حديث في نوفمبر الماضي إلى صحيفة "الغادرديان" البريطانية، وفيه اختصر كل شيء، بأن ما زعمه المرشح "لا يستحق أي رد" كما قال.
أما محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، فذكر للصحيفة أن ما زعمه بن كارسون مشابه لنظريات غير دقيقة حول الأهرامات "بما في ذلك أنها بنيت بواسطة الأطلسيين من قارة مفقودة أسطورية" مضيفاً للصحيفة أن كثيرين حاولوا إثبات أنها ليست مقابر "وهذه تصريحات تستخدم للدعاية، مثل ذلك الرجل الذي ليس بعالم آثار ويقول إنها كانت لتخزين الغلال، ولا أعلم على أي أساس بنى ذلك" في إشارة إلى بن كارسون.
ومثله تهكم علماء آثار ممن أفنوا معظم سنوات حياتهم غارقين بدراسة الأهرامات المصرية، على بن كارسون، وردوا وقتها أن الأهرامات من الداخل ليست مجوفة وفارغة ليتم تخزين الحبوب فيها، كما تم العثور على مدافن أموات بداخلها، وأن المصريين القدماء تركوا جداريات داخل الأهرامات فيها تعاليم الدفن، وأن "سفر التكوين" الذي يستند إليه بن كارسون، يذكر أن الفراعنة كانوا يحفظون الحبوب زمن النبي يوسف "في المدينة" لا في الأهرامات، مع ذلك ظل يعاند ويكرر مزاعمه التي سخر منها حتى ترامب نفسه، بتغريدة "تويترية" قال فيها: هل وقع كارسون ضحية هلوسة؟