وقد أخذت القيادة العسكرية والسياسية للاتحاد السوفييتي في الاعتبار المعلومات عن أن الولايات المتحدة طورت أسلحة الدمار الشامل، وأن مجموعة من العلماء بدأت العمل على سلاح فريد من نوعه القنبلة الهيدروجينية.
وكانت مهمة العلماء السوفييتيين العمل على سلاح قادر على ضرب الأهداف العسكرية والصناعية للعدو وضمان التدمير الكامل لهذه الأهداف.
وتم تنفيذ المهمة الموكلة للعلماء وتمكنوا من صنع هيكل للقنبلة يمكن بسهولة تزويد القاذفة "تو-16" بها، وبعد عامين تم تطوير قنبلة هيدروجينية أخرى وقوتها 1.6 ميغا طن.
أم كل القنابل:
ظهرت القنبلة الروسية لأول مرة عندما قام الاتحاد السوفيتي بتجريبها في ميدان الرماية "نوفايا زيمليا" والذي يعني الأرض الجديدة، حيث بلغت طاقتها 50 ميغا طن عام 1961، وكان ظهور القنبلة مفاجأة تامة للجميع في العالم، وذلك نتيجة لعمل الخبراء والعلماء الروس في الفترة ما بين 1954-1961.
وسميت هذه القنبلة بـ"كوزكينا مات" (أي "أُم كوزكا") وهي العبارة التي استخدمها الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف خلال لقائه بنائب الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون، في عام 1959، عندما أبلغ الزعيم السوفيتي نائب الرئيس الأمريكي: "نملك وسائل يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة عليكم". وأضاف: "سوف نريكم أُم كوزكا"، كما أنها سميت أيضا باسم "ملكة القنابل". وعبارة " سنريكم كوزكينا مات" تعني باللغة الروسية "التهديد".
ويشير المؤرخون إلى أنه حتى أولئك الذين جربوا القنبلة، وكانوا على مسافة 100-200 كيلومتر، أصيبوا بالذهول بعد ما فجروا القنبلة. ولم تسمى "ملكة القنابل" بهذا الاسم بالصدفة، فهي ليس لها مثيل في العالم كله بفضل معاييرها الأساسية واستخداماتها.
كيف أنقذت "ملكة القنابل" العالم؟
تشكل بعد الانفجار كتلة نارية قطرها 4.6 كيلومتر، وكان يمكن مشاهدتها من على بعد آلاف الكيلومترات. ووصلت الكتلة إلى الستراتوسفير (الغلاف الجوي الطبقي)
وكانت القنبلة قادرة على محو أي عاصمة من عواصم العالم وضواحيها. ولعب اختبار "القنبلة الملكة" دورا كبيرا في تحقيق التكافؤ النووي مع الولايات المتحدة، فبعد التفجير في نوفايا زيمليا، توقف الأمريكيون عن زيادة الأسلحة النووية. وفي عام 1963، وقعت موسكو وواشنطن اتفاق حظر التجارب النووية في الجو وفي الفضاء وتحت الماء.
المصدر: وكالات