ونحن نعتز بكل الديبلوماسيين وهم حمامات السلام ويجب احترامهم جميعا واحترام الديبلوماسية التي هي بديل للحروب. والاعتداء على أي دبلوماسي هو دفع باتجاه الحرب وباتجاه الآلة العسكرية.
س: الآن أكثر من شهرين على بدء عملية تحرير الموصل ونصف الساحل الأيسر محرر. ولكن بعض التقديرات كانت أنه قبل الانتخابات الأميركية… لكن لماذا هناك تباطؤ في سير العملية؟
الجعفري: إمكانياتها إمكانيات دول. هي تقاتل بدعم مالي عظيم. هناك دعم حكومي وليس دعم عادي. لا تتوقع مني أن أقول ما هي تلك الدول ولكنك تعرف ما أقصد. أوقات نستخدم الكلام المباشر وأوقات نستخدم ابن عم الكلام، وابن عم الكلام أوقات يكون أبلغ من الكلام! نحن نريد الحفاظ على علاقاتنا بالدول حتى تلك التي نعلم أنها متورطة في دعم داعش، نريد الحفاظ على العلاقات عليها تعود إلى رشدها، لأن هذا الحبل سرعان ما سيلتف على عنقها، وأرجو ألا يطول الوقت وتفوت هذه الفرصة. داعش لا تهادن أحدا ولا تتصالح مع أحد… وانتظروها ستتقاتل داخلياً. ستكون حرب داعشية داعشية. داعش تملك ثقافة أنها تقتل من تختلف معه. ولأن الاختلاف لا بد منه فإذا لا بد من الاحتراب الداعشي الداعشي.
الجعفري:
لا أملك إحصائية ولكن أعداد ليست قليلة. في البداية مسكوا مجموعة وقتلوا مجموعة ثم ازدادت الأرقام. أول ما بدأوا كانوا 120 ثم ازداد العدد. داعش لا تقاس بكمية الأفراد التي بها. هذا في الحرب المنظمة. حرب داعش غير تقليدية، واحد يملك متفجرات ومستعد ينتحر والانقضاض على مجموعة منهم يعني الشيء الكثير. وحتى تم القبض على مجموعة منهم.
س: هل هناك خسائر كبيرة في صفوف الجيش والشرطة العراقية؟
الجعفري: هناك خسائر ولكن أقل من المتوقع وكذلك أعداد النازحين أقل من المتوقع. كنا حاطين احتمال أن يكون مليون نازح وهم الآن 120 ألف نازح. وهذا بفضل تكاتف كافة مكونات الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشرمكة وقوات مكافحة الإرهاب وأبناء المدن والمقاتلون الشباب كلها هبت لنصرة الموصل. حجم التواجد العراقي كان متناسب مع حجم العراق والعراق سينتصر، جاؤوا من كل المحافظات لتحرير الموصل كما فعلوا لتحرير الفلوجة وما أن تحررت الفلوجة كلهم عادوا لمحافظاتهم وتركوا الفلوجة لأهلها. اليوم العراقيين متواجدين في الموصل والذين سيواصلون تواجدهم سيكون لمواجهة الدواعش وما أن تتحرر سيتركوها لأهلها.
س: مع بداية العملية كان البيشمركة يشاركون. هم الآن في الثكنات على الحدود. البعض قالوا إن البيشمركة لن يخرجوا من المناطق التي سيطروا عليها في بداية العملية…
الجعفري: الدستور العراقي لا يسمح بتدخل العراق في أي دولة أخرى لا تدخل سياسي فضلاً عن التدخل العسكري. ولكن نحن لا نستطيع أن نمنع أحدا…إذا ذهب عراقي ما إلى هذه الدولة أو تلك الدستور العراقي لا يستطيع منع الأفراد. ولكن الدولة العراقية كتمثيل للحكومة العراقية لا نسمح بذلك.
س: لإسراع عملية تحرير الموصل هل يُمنح الحشد الشعبي الدخول للموصل؟
الجعفري: الحشد الشعبي فصيل عراقي وله تجربة وبنفس الوقت صوت عليه البرلمان ولع غطاء دستور. عندما تستدعي الحاجة لأن نستعين به سنستعين به. لما لا. هو جزء من الجيش العراقي الآن.
س: التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب…هل هو كافي؟
الجعفري:
هناك تبادل للمعلومات ونتطلع لأن يتم ذلك بشكل أفضل أيضاً. روسيا دولة عظمى ولها خبرة تاريخية في الحروب وجمع المعلومات والاستخبارات العراقية من استخبارات العالم القوية ونحن نحتاج في هذه الحرب ذد الإرهاب إلى المعلومات الأمنية والاستخبارية. وروسيا تستطيع أن تعطينا مساعدات في هذا المجال كثيرة. هناك اتفاق معها وسوريا وإيران وهو ليس بديل عن التحالف الدولي ولكن حين تقتضي الحاجة لبلدنا العامل مع أي دولة ليتعزز موقعنا الأمني والعسكري نستفيد من ذلك. نأمل أن تستمر وتزيد وتيرة التعاون مع روسيا.
س: الوجود التركي في العراق لا يزال موجود رغم تحذيراتكم لتركيا…
الجعفري: لا زلنا نتطالب تركيا ونتشبث بكل السبل الأممية المشروعة لجعل تركيا تنسحب من بعشيقة. نحن نرفض الوجود التركي في أراضينا ونتمسك بسيادتنا ونتمسك أيضا بالعلاقة مع تركيا ولكن ليس على حساب سيادتنا.
س: هناك الآن وساطة لحل النزاع في سوريا، إيراني روسي تركي. ولا وجود عربي وهذا غريب، هل العراق الآن أو بعد أن تحل مشاكلها مع "داعش" ممكن تكون الدولة العربية الرابعة؟
الجعفري: لماذا لا تكون؟ أولاً هي دولة مجاورة لسوريا، ثانياً هي دولة لها ثقلها في جامعة الدول العربية وأيضاً هي دولة ضحية الإرهاب وضحت بأذكى الدماء ونحن نتمتع بعلاقة جيدة مع سوريا وإيران وروسيا بسبب دورنا الوسطي الممتاز…هذا يجعلنا مؤهلين لهذا الدور. وهي فكرة مطروحة ونطالب بها من أجل الصالح العام. ونعمل على دور الوساطة لأن استقرار الوضع في سوريا يؤثر علينا. داعش جاءنا من سوريا. وحل المشكلة في سوريا ليس فقط حل للأزمة السورية ولكن للأزمة العراقية أيضاً.
الروس والآخرون يعرفوننا جيداً. ونحن نبذل كل الجهود من أجل الإسراع في استقرار الوضع في حلب وعموم الشام والدول المجاورة.
نحن جاهزين لهذه تماماً.
أجرى الحوار: رفائيل دامينوف