قال ستيفن تاونسند، قائد القوات الأمريكية في سوريا والعراق وقائد قوات التحالف الدولي، إن تحرير مدينة الرقة السورية والموصل العراقية والتخلص من بقايا تنظيم "داعش" قد يحتاج إلى عامين. بينما قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن بلاده تحتاج 3 أشهر للقضاء على تنظيم "داعش" بشكل نهائي.
ويلاحظ هذا الفرق الكبير في تقدير الوقت الكافي لإنهاء التنظيم الإرهابي، وإن شمل تصريح قائد القوات الأمريكية كل من سوريا والعراق. ومن البديهي أن التصريحات التي يطلقها المسؤولون الكبار، تستند على معطيات ووقائع، وليس جزافا. فعلى ماذا استند المسؤولون في تقديرهما لهذه السقوف الزمنية المختلفة. برنامج "الحقيقة"، ناقش الموضوع مع الخبير في شؤون الجماعات المسلحة والمستشار لدى الحكومة العراقية الدكتور هشام الهاشمي، حيث جاء في معرض حديث الهاشمي ما يلي: عموما أن التصريحات التي تخرج من القيادات الميدانية العليا غالبا ما تبنى على المعطيات التي تقدم من هيئة الأركان وغرف العمليات المشتركة، وليس هناك سقف زمني منطقي للعمليات العسكرية التي تجري في المدن المغلقة، وحدها المفاجآت هي التي تحدد تلك النهايات، وسبق أن أعطى رئيس الوزراء العراقي سقوف زمنية محددة لمعارك الموصل ومعارك أخرى ولم تتحقق بحسب ما توقع هو. الأقرب للمعطيات أن معركة الموصل سوف تأخذ وقتا طويلا.
إن القضاء على تنظيم "داعش" فكريا وأمنيا يحتاج أكثر من عامين، ومازالت هناك مساحات واسعة تحت سيطرة هذا التنظيم، ايضا معركة الحدود التي لا تقل أهمية عن معركة الموصل والتي لا تحل في شهور، وإنما أكثر من ذلك. إن التقديرات الاستخباراتية التي قدمت في غرفه العمليات مبنية على تصورين كلاهما أثبت خطاهما. الأول أن تكون هناك مقاومة داخلية داخل الأحياء تضرب العدو في عنقه وخلفياته، والتصور الثاني هي أن العدو سينسحب ولن يقاوم في أول صدمة كبيرة، وكلاهما أثبتا خطاهما، فلا توجد هناك مقاومة للتنظيم داخل الأحياء، كما أن التنظيم يقاتل في الموصل حتى يقتل.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون