لقد انطلقت البطولة، أمس الخميس، بمشاركة 108 لاعبين من مختلف دول العالم، وعلى رأسهم بطل العالم في الشطرنج الكلاسيكي النرويجي ماغنوس كارلسن ومتحديه الروسي في النزال بينهما في نيويورك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سيرغي كارياكين.
ويأتي هذان الأستاذان الكبيران الدوليان (وهما من مواليد 1990) في طليعة المشاركين في بطولة العالم في الدوحة للشطرنج الخاطف بعد إجراء 12 جولة في يومها الأول، أمس الخميس، ولكل منهما 10 نقاط، علما بأن كارياكين يتقدم على كارلسن بفعل مؤشر "متوسط قوة الخصوم".
وسيلعب المشاركون في البطولة 9 جولات اليوم الجمعة وسط تكهنات ترجح كفة كارلسن في الصراع على لقب بطل العالم في الشطرنج الخاطف، خاصة بعد إصابته بمرارة فقدانه للقب المماثل في الشطرنج السريع في بطولة العالم التي جرت فعالياتها في الدوحة أيضا في الفترة من 26 إلى 28 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
فقد شهدت بطولة العالم للشطرنج السريع التي انتهت فعالياتها في العاصمة القطرية، الأربعاء الماضي، مفاجأة من العيار الثقيل، إذ لم يتمكن النرويجي ماغنوس كارلسن، بطل العالم الحالي في الشطرنج الكلاسيكي، من الاحتفاظ بلقبه العالمي في الشطرنج السريع المحبوب لديه بشدة. فبعد انتهاء الجولة الـ15 الأخيرة من المباراة التي استمرت خلال ثلاثة أيام بمشاركة 106 لاعبين من مختلف دول العالم، جمع كل من الأوكراني فاسيلي إيفانتشوك والروسي ألكسندر غريشوك إلى جانب ماغنوس كارلسن 11 نقطة، إلا أن الأخير اكتفى بالميدالية البرونزية فقط بفعل مؤشر "متوسط قوة الخصوم"، بينما توج إيفانتشوك المخضرم البالغ من العمر 47 عاما بلقب بطل العالم للشطرنج السريع، وشغل الروسي غريشوك (33 عاما) المرتبة الثانية.
وكان كارلسن، الذي سبق له أن أحرز لقبه العالمي في الشطرنج السريع عام 2014 في دبي لأول مرة، قبل أن يدافع عنه بنجاح في بطولة العالم في برلين عام 2015، انطلق انطلاقة غير موفقة في بداية المباراة في الدوحة، حين خسر جولة ونجا من الهزيمة الحتمية بأعجوبة في جولة أخرى ضد لاعبين يقل مستواهما عن مستواه (2906 نقطة في تصنيف أقوى لاعبي الشطرنج السريع). ولم يتمكن النجم النرويجي من اللحاق بطليعة المتقدمين إلا في اليوم الثالث من المباراة حين تغلب كارلسن على الروسيين يان نيبومنياشي وألكسندر غريشوك والأذربيجاني شهريار مميدياروف في الجولات الـ13 — الـ15 على التوالي. إلا أن "مسافة السباق" ربما كانت أقصر مما احتاجه النرويجي للتعويض عن خسائره في بداية البطولة (ومنها أمام إيفانتشوك في الجولة السابعة) والحفاظ على لقبه.
ويظن الخبراء في هذا الصدد أن كارلسن بعد نجاحه في النزال الطويل والمتعب ضد المتحدي الروسي سيرغي كارياكين في بطولة العالم في الشطرنج الكلاسيكي في نيويورك، لم يتمكن بعد من استعادة لياقته البدنية والعودة إلى الساحة بكامل قوته المعهودة. وينطبق الشيء نفسه، كما يبدو، على كورياكين، بدليل أن الأخير لعب في الدوحة ضمن فعاليات بطولة العالم للشطرنج السريع بدون أي حماسة، مكتفيا بجمعه 8 نقاط من أصل 15 مما ضمن له شغل المرتبة الـ35.
نذكر في الختام أن البطولتين تجرى في الدوحة وفق "النظام السويسري". وفي الشطرنج السريع يمنح كل لاعب 15 دقيقة زائد 10 ثوان إضافية لقاء كل نقلة وذلك منذ بداية الجولة وحتى نهايتها، بينما يختصر الوقت المتاح في "الخاطف" لكل من اللاعبين إلى 3 دقائق (للجولة) زائد ثانيتين إضافيتين لقاء كل نقلة.