وقال الأحمد "لا يمكن اختصار الهدنة في كونها وقفا لإطلاق النار فقط في سوريا وفي حالة معقدة كهذه على المستوى الإقليمي والدولي، ولكن هناك نجاحات حقيقية حققها الشعب السوري وجيشه على الأرض، وهي تثبيت دعائم الدولة السورية وخاصة في حلب، وهذا التثبيت على المستوى الميداني قد ترافق مع عملية سياسية كبرى من خلال سوريا وحلفائها، لذلك بعد الإنجازات الميدانية قد دخلنا في الإطار الأكثر إيجابية في ما يتعلق بما تم الصراع من أجله وهو وحدة الأراضي السورية، ولكن لا يجوز القول بأن الحرب انتهت، لأن هناك حرب من نوع آخر وهي الحرب الدبلوماسية وعلينا خوضها حتى لا يتمكن الإرهاب من أن يكسب بالسياسة ما لم يكسبه في الميدان العسكري.
وحول الاتفاق الروسي التركي، أشار الأحمد إلى أنه يجب التسجيل بعبقرية الجانب الروسي، الذي تمكن نسبيا من احتواء الجانب التركي عبر سلسلة من الإجراءات السياسية والاقتصادية، وأن يبعد نسبيا تركيا عن دول الخليج التي تمول الإرهاب في سوريا، وهذا يصب أيضا في مصلحة تركيا التي كانت خادمة للمنطق الذي يدعو إلى اجتياح هذه المنطقة بأي أسلوب ولو كان بالإرهاب ولم تعد كذلك الآن، فهي تسلخ نفسها من التهم التي لاحقتها سابقا وتلاحق بعض دول الخليج حاليا.
وأضاف الأحمد بأن الاتهامات المتبادلة بين الحكومتين الأمريكية والتركية أصبحت علانية وها هي تركيا تتهم الولايات المتحدة بالسعي من خلف الستار لخرق الهدنة الحاصلة الآن.
وأعرب الأحمد عن عدم تفاؤله بتمرير مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن لأن هناك محاولة لن ترضى عنها الولايات المتحدة لأنها خارج عباءتها، خاصة وأن هناك محاولة تجييش أمريكي ضد روسيا، وعليه سيواجه القرار صعوبات كثيرة، وأرض الميدان لن نخرج منها لأن "جبهة النصرة" و"داعش" وكل من يرتبط بها هي مجموعات مستثناة من هذا المشروع.