وقال الساعدي في حواره لـ"سبوتنيك"، إن كل القوات على الأرض عراقية، وبتنسيق كامل مع طيران التحالف، موضحا أن الحفاظ على أرواح المدنيين أحد أسباب تباطؤ العمليات العسكرية.
وإلى نص الحوار
سبوتنيك: ما هو موقف القوات العراقية على الأرض في معركة الموصل…ولماذا تتضارب التصريحات الأمريكية حول موعد الانتهاء من العملية؟
الساعدي: حتى تكون الأمور واضحة، يجب أن نعلم أن مركز الموصل والجزيرة هي منطقة واسعة جداً، وحتى الآن لا يوجد سقف زمني محدد لانتهاء العملية ونحن الآن في الساحل الأيسر، ويمكن القول إن 80% من هذا الجزء تم السيطرة عليه، ولم يتبق إلا القليل وبوصول قطاعاتنا إلى النهر والسيطرة على الجسور التي تربط الساحل الأيسر بالساحل الايمن، ولكن لا يستطيع أحد تحديد التوقيتات للانتهاء من العمليات…فمركز الموصل مازالت هناك "تلعفر"والجزيرة التي بين الحدود العراقية والسورية.
سبوتنيك: كيف تفسر التصريحات المتضاربة للجهات المشاركة في العملية؟
الساعدي: أولا لا يوجد أحد من الجانب العراقي صرح بسقف زمني للعمليات، ودائما التضارب في التصريحات يأتي من جانب التحالف فهو من قد يعطي بعض التوقيتات.
سبوتنيك: بعيداً عن التصريحات المتضاربة…هل هناك مدى زمني وضعتموه للانتهاء من العمليات؟
الساعدي: بالنسبة لنا مركز الموصل ليس بالعملية الطويلة، أما بالنسبة للجزيرة والأقبية المحيطة وتلعفر وسنجار والجزيرة الموجودة بين الموصل والأنبار وهذه تحتاج إلى وقت، أما بالنسبة لمركز الموصل كما قلنا فهي لا تحتاج للوقت الطويل.
سبوتنيك: هل "داعش" يمتلك القوة التي مكنته من الصمود لأكثر من 70 يوماً أمام هذا الحشد العسكري؟
الساعدي: العامل الرئيسي الذي جعل العمليات تسير بهذا البطء هو تواجد المدنيين، حيث يوجد في الساحل الأيسر أكثر من 700 ألف مواطن. لذا فإننا لا نقوم بعمليات القصف إلا عن طريق طيران التحالف، وطيران التحالف يكون قصفه دقيق ومركز على مناطق معينة وبعيدا عن المدنيين ولا نقوم بعمليات القصف بالمدفعية والدبابات إلا نادراً وفي المناطق المفتوحة، وعملية التقدم بحذر هي للحفاظ على المدنيين لأنهم أهم من عامل الوقت. وبالفعل نجحنا في الحفاظ على المدنيين والتقدم نحو الأهداف.
سبوتنيك: قطعتم كل الطرق المؤدية للموصل فمن أين يأتي "داعش" بالعتاد العسكري؟
الساعدي: تدمير الجسور تم في المرحلة الأخيرة من المعركة ولم يتم في البداية فكان السلاح والعتاد يتنقل بين الجانب الأيمن والجانب الأيسر، وكان "داعش" في بداية المعركة يقوم بتفجير ما يقرب من 30-50 سيارة مفخخة في اليوم الواحد، والآن وبعد قطع الجسور مازالوا يستخدمون العجلات المفخخة ولكن بمعدل 3-4 عجلات في اليوم.
سبوتنيك: تتردد عبارات أن تباطؤ العمليات العسكرية في الموصل لأسباب سياسية؟
الساعدي: بصفتي قائد عسكري ميداني ليس لنا علاقة بالجانب السياسي والجانب السياسي متروك للسياسيين ولا يوجد له أي تأثير على سير العمليات إلى هذه اللحظة.
سبوتنيك: هل هناك تنسيق كامل بين القوات التي تحاصر "داعش" في الموصل؟
الساعدي: القطاعات الموجودة على الأرض هي قطاعات عراقية فقط، جهاز مكافحة الإرهاب ووزارة الدفاع العراقية ووزارة الداخلية المتمثلة بالشرطة الاتحادية والتنسيق مع طيران التحالف الدولي وعلى أعلى المستويات، أما كقطاعات على الأرض فلا يوجد أي جندي غير عراقي.
سبوتنيك: هل تفتحون طرقاً لعناصر "داعش" للهروب أم تحاصرونهم للقضاء عليهم؟
الساعدي: نحن نسعى لقتل كل الدواعش الموجودين بالموصل ولا نسمح لهم بالفرار، حتى لا نضطر لقتالهم في مناطق أخرى بالصحراء أو تلعفر، نحن نتمنى أن يقتلون كلهم بالموصل.
سبوتنيك: ماهي الإجراءات الاحترازية التي تتخذونها لحماية المدنيين في الموصل أثناء العمليات؟
الساعدي: نحن نسعي بكل الطرق للحفاظ على المدنيين، فهم أهم لدينا من الأعمال العسكرية، فنحن لا نستخدم الدبابة أو المدفعية إلا في الأهداف المحددة للحفاظ على المدنيين وقد نضطر في بعض الأوقات للتوقف لساعات من أجل معالجة قناص على سطح المنزل والعائلة موجودة أسفله حماية المدنيين، وعلى العكس الدواعش يستخدمون الهاونات والعجلات المفخخة لقتل المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، ومن جانبنا فنحن نسعى دائماً للحفاظ عليهم ولا توجد أي تجاوزات من القوات العراقية تمس المدنيين.
سبوتنيك: كيف ترون الموصل بعد "داعش"؟
الساعدي: ستعود أفضل مما كانت عليه ونستفاد من الدروس السابقة التي مرت بها حتى لا تتكرر.
سبوتنيك: كيف تتفادون فرار الدواعش إلى المحافظات الأخرى وتهديدها كما حدث بكركوك؟
الساعدي: نحتاج لمجهود استخباراتي كبير وسجلات للقبض على المنتمين لـداعش ومن تلوثت أيديهم بدماء العراقيين.
أجرى الحوار: أحمد عبدالوهاب