وإلى نص الحوار:
من هي الجهة التي قدمت لحضرتكم دعوى للقدوم إلى سوريا؟
تلقيت دعوة من وزارة الأوقاف السورية والقدوم إلى سوريا في زيارة رسمية تزامنا مع الاحتفال بعيد المولد النبوي، حيث كان لدينا برنامج حافل في وزارة الأوقاف، وجامعة دمشق الإسلامية "أبو النور"، ونتيجة لذلك يمكنني القول إن الحوار بين عمداء الجامعات والعلماء وطلاب الجامعات مع المسلمين الروس على الأراضي السورية، كان مثمرا للغاية.
بالطبع! الأخوة الروس والسوريون يتعاونون دائما فيما بينهم. وبسبب الأحداث المأساوية في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة لم تتوقف الاتصالات مع أخواننا في المراكز الإسلامية في سوريا. ومن هنا نعمل على تقوية الاتصال بين المجتمع السوري والروسي على مستوى الدبلوماسية الشعبية. ونحن نعتقد أن التعاون والتنسيق في مثل هذه الأوقات الصعبة ينبغي أن يستمر. في حين أن البعض، أعني الإرهابيين، يمكن أن لا تعجبهم مثل هذه العلاقات.
ماهي نتائج المحادثات في سوريا بين رجال الدين وعمداء الجامعات؟
جاري تأسيس مبنى الأكاديمية البلغارية الإسلامية في تتارستان من قبل الإدارة الروحية لمسلمي تتارستان، ومجلس المفتين في روسيا، والإدارة المركزية الروحية للمسلمين. وفي هذا السياق فإنه من الأهمية دراسة التجارب الدولية في مجال اللاهوت الإسلامي والتعليم.
ولذلك، فإن تجربة الأخوة السوريين والذين عانوا من الإرهاب الدولي، في مواجهة التحديات في عصرنا على رأسها التعليم والتربية والثقافة، هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا. وقد ناقشنا هذا الأمر بتفصيل كبير مع علماء بارزين من العالم الإسلامي، ومنهم توفيق البوطي وحسام الدين فرفور (رئيس الجامعة الحنفية الإسلامية).
هذا وإن أخواننا من المجتمع المتعلم في سوريا على استعداد أن يشاركوا خبرتهم معنا، حيث أن المدرسة الدمشقية الكلاسيكية للدراسات الإسلامية واللاهوت هي واحدة من المدارس الأقوى في العالم. وأوضح بشكل تفصيلي ومنطقي أنه لا يجب القتل وخوض الحرب التي ليس لها معنى والتي أفضت إلى الملايين من اللاجئين وآلاف القتلى ولديهم في هذا الإطار قاعدة لاهوتية كبيرة.
ما رأي رجال الدين من الذين يقاتلون في سوريا مع الإرهاب تحت مسمى الإسلام؟ فعلى سبيل المثال تنظيم "داعش" الإرهابي يطلق على نفسة "تنظيم الدولة الإسلامية"؟
نحن، المسلمون، نعتبر الإسلام بريء من الإرهابيين، من مثل هذه التنظيمات الإرهابية التي تشيع الموت والفتنة. هذه دولة زائفة وليس دولة إسلامية! وهم مجرد آداة في أيدي الآخرين. وفي الحقيقة فهم أعداء للإسلام.
المواقف الرسمية للمراكز الإسلامية في جميع أنحاء العالم واضحة، جميعهم ضد تنظيم "داعش". أستطيع القول عن نفسي نحن، المسلمون الروس، كنا من الأوائل من خاطب المجتمع الإسلامي لإدانة أعمال التنظيم، حيث قمنا بإلقاء الخطب والمحاضرات وعملنا مع الفئة الشبابية من خلال نشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي ومنها اليوتوب التي تظهر الأعمال الإرهابية التي يقوم بها التنظيم والتحذير منها، هذا واجبنا!
ما هو موقف المسلمين الروس من الطائفة العلوية؟
ليس لدى المسلمين الروس معلومات كافية عن الطائفة "العلوية"، حيث الكثيرون يساوون الطائفة بالمذهب "الشيعي"، وأن عدم وجود معلومات أو بيانات خاطئة عنهم، يولد بدوره صورة سلبية عن ممثلي هذا الاتجاه. موقف المسلمين في روسيا تجاهم موقف حيادي تماما لأننا لا نتقاطع معهم. وأعتقد أن المجتمع الإسلامي في روسيا لا يعتبر هذا السؤال ذو أهمية. وفي الحقيقة فإن هذا السؤال صعب جدا ومن الصعب الإجابة عليه خلال ساعة واحدة.