وكانت تطبيق التراسل المباشر الشهير قد أعلن منذ فترة عن إطلاقه خدمة الدردشة المشفرة، والتي لا يسمح بالتجسس عليها من أي طرف ثالث؛ حتى "واتسآب" نفسها.
وقالت الصحيفة البريطانية إن تلك الثغرة تعد "تهديدا كبيرا لحرية التعبير"، خاصة وأنه يتم استغلالها من قبل كثير من الجهات الحكومية.
وتعتمد "واتسآب" على منظومة تشفير "من النهاية إلى النهاية"، عن طريق توليد مفاتيح أمان فريدة من نوعها، لا تسمح بالوصول لبروتوكول الإشارة الخاصة بالدردشة إلا لصاحبيها فقط لضمان اتصالات آمنة.
ولكن يمكن عن طريق إجبار التطبيق على تغيير مفاتيح التشفير الخاصة بالدردشة ذاتها، والقول هنا لـ"الغارديان"، فك تشفير تلك الدردشة من دون علم المرسل والمتلقي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تلك المعلومات حصلت عليها من قبل، باحث التشفير والأمن في جامعة كاليفورنيا "توبياس بويلتر"، الذي أكد أن تلك الثغرة تم اكتشافها من قبل وكالة حكومية، التي تحصلت على سجلات كبيرة من الرسائل المشفرة، بعد تغيير مفاتيح التشفير الآمنة.
ولم تعتمد حتى الآن "واتسآب" أي آلية يمكن من خلالها إخطار المرسل أو المتلقي بتغير مفاتيح التشفير، وإعلامه أن دردشاته واتصالاته يمكن تعقبها.
من جانبها، قالت "كريستي بول"، المديرة المشاركة ومؤسسة مركز بحوث المعلومات والمراقبة والخصوصية إن "واتسآب كانت على علم بذلك الباب المستتر لفك تشفير رسائلها، وتعلم أنه منجم ذهب لأجهزة الأمن، ولكنها أصرت على عدم إخطار مستخدميها، وتلك خيانة عظمى لهم، وتهديد كبير لحرية التعبير".
ورفضت بدورها "واتسآب" التعليق على معرفتها هي أو الشركة الأم التي استحوذت عليها "فيسبوك"، بذلك الباب المستتر، أو بمحاولتهم الوصول لرسائل المستخدمين، بناء على طلب من الجهات الحكومية أو أطراف ثالثة أخرى، رغم تقديم "الغارديان" لهم بيانات تفصيلية مجمعة عن طلبات فك التشفير الحكومية بحسب كل بلد.
وكانت "فيسبوك" قد استحوذت على تطبيق "واتسآب" الشهير عام 2014، في صفقة قياسية وصلت إلى 22 مليار دولار، فيما غيرت سياسة الخصوصية الخاصة بالتطبيق في أغسطس/آب 2015؛ للحصول على معلومات المستخدمين، بما فيها أرقام هواتفهم وبريدهم الإلكتروني ورسائلهم لاستغلالها دعائيا.
يذكر أن شبكة التواصل الاجتماعي أعلنت، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقف استخدامها رسائل "واتسآب" لأغراض دعاية، بعد ضغط كبير من جهات عديدة أبرزها المفوضية الأوروبية.