وقال وزير الخارجية السعودي، خلال لقاء عقده في باريس مع عدد من الصحفيين: "عندما نشاهد الخطوط العريضة للإدارة الأمريكية الجديدة"، من الطبيعي القول إن "مصالحنا تتلاقى".
وأوضح الجبير أن السعودية تشيد بالرغبة المعلنة لإدارة ترامب "في استعادة الدور الأمريكي بالعالم، والعمل على هزم تنظيم "داعش"، واحتواء إيران، والعمل مع حلفاء الولايات المتحدة ودعمهم".
نحن متفائلون
وأضاف الوزير السعودي: "نحن متفائلون إزاء الإدارة الجديدة، ونتشوق إلى العمل معها في المجالات، حيث المصلحة مشتركة"، مشيراً إلى "الروابط العميقة" التي تربط بين البلدين "منذ الحرب العالمية الثانية" في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والمالية.
وختم الجبير قائلاً: "إن مصالحنا تلتقي، أكان بالنسبة إلى سوريا أو إيران أو العراق أو اليمن أو ليبيا، والإرهاب ومسائل الطاقة والقضايا المالية"، مضيفاً: "لدينا الأهداف نفسها، مع أنه يمكن ألا نكون متفقين حول كل السبل للوصول إليها".
ورداً على سؤال بشأن تهديد ترامب في أثناء حملته، قبل أن يخففها لاحقاً، بـ"تمزيق" الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، قال الوزير السعودي: "إن الكثير من الدول قلق من أن تستخدم إيران هذا الاتفاق للحصول على أموال لتستخدمها في دعم الإرهاب".
وأضاف: "يجب تحميل إيران المسؤولية، وعليها أن تحترم الاتفاق"، متهماً طهران التي قال إن العلاقات معها لا تزال "متوترة"، بسبب "التدخل في الشؤون الداخلية" للدول العربية، على حد تعبيره.
لم نتخلَّ عن المعارضة السورية
من جهة أخرى، اعتبر الجبير، الذي تُعد بلاده من أبرز داعمي الفصائل السورية المعارضة، أن تركيا لم تغير موقفها منذ تقاربها مع روسيا. وقال: "إن تركيا تعمل مع المعارضة السورية المعتدلة، بهدف التوصل إلى وقف المعارك"، في إشارة إلى مفاوضات مقررة في 23 يناير/كانون الثاني الجاري بعاصمة كازاخستان أستانا.
وتابع قائلا "إن واقع أن الأتراك يتباحثون مع الروس لا يقلقنا، نحن نتحدث إلى الروس ولا أرى تغييراً في الموقف التركي".
وأوضح الوزير السعودي أن بلاده لم تتم دعوتها لمفاوضات أستانا، "لأن الأمر يتعلق باجتماعات بين مجموعات مسلحة سورية والحكومة على مستوى الخبراء".
من جانب آخر، أكد الوزير أن المملكة السعودية "لم تتخلَّ" عن المعارضة السورية التي تأثرت كثيراً باستعادة الجيش السوري مدينة حلب، بيد أنه قال إنه ليس هناك "مساعدة مباشرة سعودية للمعارضة المعتدلة".
وأضاف: "إن المساعدة تأتي من مجموعة من 10 دول، بينها السعودية، تقودها الولايات المتحدة وهي تنسق توزيع المساعدة للمجموعات السورية"، مشيراً إلى أن هذه المساعدة متواصلة بحسب علمه".
تجدر الإشارة إلى أن ترامب، الرئيس الـ45 لأمريكا، سيتسلّم الرئاسة من سلفه باراك أوباما، في 20 يناير الجاري، بمراسم رسمية بعد أدائه القسم الدستوري.
وخلال حملته الانتخابية، أطلق ترامب تصريحات أثارت دول الخليج العربية، من بينها أن على الأخيرة دفع أموال مقابل تقديم الحماية الأمريكية لها.