ازدات تعقيدات عمليات المصالحة الدائرة في محيط دمشق، خصوصا في منطقة وادي بردى بعد أن اغتالت المجموعات الإرهابية المسلحة المسؤول عن ملفات المصالحة في هذه المنطقة اللواء أحمد الغضبان، ما أدى إلى قلب الأوضاع في اتجاه مغاير تماماً، لما كان ينتظره ويتوقعه الأهالي الرازحين تحت سيطرة المجموعات المسلحة، عدا عن خروج ورشات الإصلاح التي كانت تعيد صيانة منشآت نبع الفيجة الذي يروي سكان محافظة دمشق ومحيطها، وعودة الأعمال القتالية والمواجهات بين الجيش السوري وهذه المجموعات الإرهابية المسلحة، لكن التخوف الأكبر هو في أن تؤثر انعكاسات وارتدادات هذا التطور على عمليات التحضير للقاء أستانا التفاوضي بين الحكومة والمجموعات المسلحة، زد على ذلك عدم إقدام الدولة على القيام بأعمال قتالية في المنطقة حفاظاً على حياة السكان المدنيين ما قد يطيل عمر المواجهة وينتج عنه نتائج كارثية في ظل غياب الاتفاق.
سبوتنيك: ماهي الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومة السورية بهذا الشأن وكيف ستتعامل مع هذه التطورات الخطرة والتي قد تنسف عملية المصالحة والتفاوض مع المسلحين لإخلاء هذه المناطق وإعادة الحياة الطبيعية إليها كغيرها من المناطق الأخرى ؟
الدكتور خير الدين السيد: طبعا أخي الكريم كما تعلم في الشكل الصحيح والكلام الواضح والصريح ، لايوجد مصالحة وإنما هناك مسامحة ، وهو إجراء من قبل الدولة والنظام والجيش العربي السوري الذي يقوم بمسامحة هؤلاء الإهابيين والمسلحين الذين لايمكن أن يكون لهم لاذمة ولاعهد.
الدكتور السيد: لا لا أبدأ ، هم عديمو الذمة والعهد ، المصالحة تكون بين طرفين يستطيعون أن يقدموا شيء ، يعني أن أقدم لك شيء وأنت تقدم لي شيء وهنا تحدث المصالحة ، أما مايحدث في سورية هي عبارة عن مسامحة من قبل الدولة والنظام والشعب لهؤلاء المرتزقة لعل الله يهديهم ويعودون الى حضن بلادهم والى الحض الأم ، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أنهم غير مسؤولين عن قراراتهم ولايستطيعون التصرف بشكل منفرد أو كما يريدون ، هناك مجموعات مسلحة أجنبية هي المسيطرة عليهم ، هناك مجموعات مسلحة مأجورة من قبل السعودية وقطر وتركيا.
السكان المغلوب على أمرهم لايريدون المصالحة وإنما يريدون أن يخرجوا ويريدون ينجوا بأنفسهم ، لانهم أصلاً هم محاصرون من قبل هذه المجموعات ، لذلك من الممكن أن نتوقع إرتكاب أي عمل من قبلهم لإفشال أي عمل من شأنه إنقاذ السكان ، هؤلاء السكان هم عبارة عن رهائن بالنسبة للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تحمي بوجود هؤلاء السكان.
سبوتنيك: هذا واضح لكن المجموعات المسلحة تتهم الحكومة السورية والجيش السوري بإغتيال اللواء أحمد الغضبان ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا سيادة النائب هل ستتخطى هذه التطورات وتذهب بإتجاه التركيز على متابعة التفاوض مع المجموعات المسلحة بدلاً من أن تذهب الى التعامل عسكرياً مع الأوضاع السائدة والتي سوف تتسبب بخسائر مادية والبنى التحتية ويبقى سكان العاصمة دمشق تحت رحمة قطع مياه الشرب عنهم ؟
الدكتور خير الدين السيد: نحن نحاول منذ فترة طويلة بشتى الوسائل أن نخرج أهلنا من هذه المناطق ، ونحن لايمكن أن نقوم بأي عمل عسكري واسع وأهلنا موجودون ، المدنيون ، النساء و الأطفال ، وهم اي المجموعات الإرهابية المسلحة ليس لديهم أي رادع أو وازع يمنعهم من قتلهم ، وعن توجيه الإتهام بأن القوات السورية أو الجيش السوري هو من يقتلهم ، ليس هناك أشرف من الجيش السوري ومن القوات السورية ومن القوات الرديفة التي تساعد الجيش العربي السوري ، نحن حرصون على كل شبر وعلى كل إنسان وعلى كل طفل وعلى كل حجر وحتى على كل حيوان لان هذا لنا وملكنا وملك الشعب العربي السوري ، وهم ليس لديهم أي ثقافة للحياة هم لديهم ثقافة الموت ، اما نحن لدينا ثقافة الحياة ، لذلك نحن لانقتل نحن ندرء القتل عن أنفسنا، وأن كنت تذكر ماقاله القائد المؤسس القائد الخالد حافظ الأسد في عام 1973 عندما قامت الحرب تشرين ماذا قال ؟ قال: نحن لسنا هواة حرب ولا دمار نحن ندرء والقتل والدمار عن أنفسنا ، هذا هو مبدأنا هذا هو جيشنا هذا الجيش العقائدي ، لكن بالنسبة لهم لايمكن أن يتوقفوا عن ممارساتهم الدنيئة إلا عندما يصل الى رقابهم الجيش العربي السوري الى رقابهم ، عندما تنتهي كل إمكانياتهم ، عندها ينادون و يلجأون الى المحافل الدولية ويقولون نحن نريد المصالحة والخروج ، متى ؟ عندما ينتهي كل شيء في أيديهم ، لذا نحن لانصدقهم ولانعول عليهم ،هم كاذبون وهم منافقون وهم يريدون تدمير هذا البلد.
الخطوة القادمة سنحاول ، ولن نستسلم ، وسنحاول لأننا الوعاء الكبير الذي يجب أن يستوعب ويحتوي ، نحن دولة والدولة والنظام هي مجال الثقة وهي التي تعطي الثقة ، وهي التي ستحاول دائماً وأبداً بكل مجال بالمصالحات والتسويات من أجل أن ندرء دم أي شخص سوري من هذا الطرف أو ذاك الطرف ، نحن يهمنا أبناءنا وأولادنا ، في النهاية سنعيش سوية ولكن هم يجب أن يخرجوا ويقبلوا بالمصالحة والحوار ، وكل من تلخطت إيديهم بالدماء يجب أن يخرج خارج سورية ، كل من هو أجنبي أن يخرج خارج سورية أو يقتل ويداس على رقبته في سورية ، هذا مالدينا.
سبوتنيك: الى أي حد سيؤثر بالفعل هذا العمل الإرهابي المنظم على عقد لقاء الأستانة في الموعد المحدد ، من الواضح أنها ضربة موجهة الى الأستانة زادت فيها الإعتداءات الإسرائلية مؤخراً ماقد يؤدي الى قطع الطريق الى الأستانة وإطالة عمر الحرب على سورية؟
الدكتور السيد: مشكورة روسيا على كل ما تقدمه للشعب السوري ، ولكن يجب أن يكون هناك قناعة بأن هؤلاء الناس لايمكن أن يقوموا بأي صلح ، أصلاً مع من سنتحاور ؟ ومن هم هؤلاء الإئتلاف ؟ ومن هم هؤلاء في المعارضة ؟ هم عبارة عن أناس لايمثلون حتى أنفسهم ؟
سبوتنيك: لكن يادكتور هل لديكم مخرج آخر ست سنوات والحرب قائمة؟
الدكتور السيد: هذا مطلوب ، الحوار مطلوب ، ونحن سنستمر وسنتحاور ، لكن هل هناك نتيجة ؟ أنا في قناعتي الشخصية كشخص سوري عاصر كل الأزمة وعاصر السياسة السورية منذ 50 عاما حتى اليوم ليس لدي أي أمل في هؤلاء لان قرارهم ليس في أيديهم .
سبوتنيك: طيب ماهو الحل يادكتور للخروج من هذه الأزمة؟
الدكتور السيد: ليس هناك مخرجاً من هذه الأزمة إلا بإنتصارنا
الدكتور السيد: ليس لدينا خيار إلا الإنتصار لان كل ماتبقى هو عبارة عن مضيعة للوقت ، ولن نستفيد ، ثق تماما بأننا لن نستفيد من ذلك ، لانهم لن يقوموا بأي محاولة لرأب الصدع ، ولن يقوموا بأي إجراء من أجل المصالحة ، سوف يطيلون الأزمة ، وطالما هناك إمداد مستمر من قبل امريكا تركيا وقطر والسعودية لهم سيتمر هذا الوضع ، وعندما يتوقف الإمداد الخارجي والأوربي ثق تماماً خلال 24 ساعة ستنتهي الأزمة في سورية.
سبوتنيك: من الواضح أن هذا الدعم لايتجه نحو التوقف لا إقليمياً ولادولياً؟
الدكتور السيد: نعم نعم ، إذا كيف سنيتفيد…! ، إنسان مأجور ويدفع له من أجل أن يقتل وهو بالأصل قاتل كيف يمكن أن يتوقف ؟ لايمكن أن يتوقف إلا بحلين إما أن يتوقف الإمداد وإما أن نقتله ، ونحن كشعب سوري لاخيار أمامنا إلا النصر نحن يجب أن نتصر و سننتصر ، وهذه سّنة الكون ، نحن الحق والحق معنا ولابد أن ينتصر الحق ، وعلينا أن نصبر، ونحن لانقطع أي محاولة ، و لانقطع أي يد تمتد إلينا ، ولكن نحن نذهب ونحاور ونجري حوار مع كل من هو منا ونحن كشعب لدينا قناعة كاملة بأننا مستمرون.
سبوتنيك: يعني أنت ذاهبون الى النهاية في المواجهة وذاهبون في المصالحة الى النهاية؟
الدكتور السيد: إلى النهاية
أجرى الحوار: نواف إبراهيم