وأضاف، في حوار خاص لـ"سبوتنيك"، أن العمليات القادمة لتحرير الساحل الأخر قد تستغرق وقتاً، نظراً لتكدس السكان وتركز معظم مرافق المحافظة في هذا الجانب، مشيراً إلى أن أي تصريحات لا تصدر عن قيادة العمليات المشتركة، لا تعبر عن الواقع. وإليكم نص الحوار
سبوتنيك: ما الذي يجري الآن في الموصل؟
رسول: نحن الآن في المرحلة الثانية من عملية "قادمون يانينوى"، ولم يتبق سوى القليل من أحياء الجانب الأيسر في الموصل، فتم تحرير 61 حي من أصل 65 حي في هذا الجانب، وسيتم تحريرها خلال أيام، وسنعلن تحرير الجهة الشرقية والساحل الأيسر من مدينة الموصل بالكامل.
رسول: المرحلة القادمة في عملية"قادمون يانينوى" فيما يخص الساحل الأيمن من الموصل، تم وضع خطة واستراتيجية وتكتيك وأسلحة نوعية جديدة ذات تكنولوجيا عالية، لإستهداف عناصر التنظيم الإرهابي، واعتقد أن التنظيم كان يعتمد على الساحل الأيسر ويعتبره خط الدفاع الأول في الموصل، وحاول بكل الطرق أن يُبقى هذا الساحل تحت سيطرته، ولكن كانت هناك عزيمة وإصرار وتم السيطرة على أحياء الجانب الأيسروطرد عناصر التنظيم الإرهابي، ودارت معارك شرسة في الساحل الأيسر من المدينة.
سبوتنيك: وما هى توقعاتكم لسير العمليات في الجانب الأيمن؟
رسول: الساحل الأيمن من الأحياء الكبيرة والعتيقة، يضم 39 حياً يسكنها ما يقرب من 750 ألف نسمة وبه معظم الدوائر الحكومية والرسمية ومبنى المحافظة القديم، قيادة عمليات نينوى ومديرية الشرطة، والعديد من المراكز الخدمية، لكن لدينا الخطة التي سنتعامل بها مع التنظيم، فالقطاعات كافية ونستطيع أن نفتح عدة جبهات على العدو ونشتت قواته وفتح العديد من الجبهات عليه وإرباك صفوفه، في نفس التوقيت تقوم الطائرات العراقية وطائرات التحالف بإستهداف مواقع القيادة والسيطرة والتجمعات ومعامل "التفخيخ" ومستودعات الأسلحة، وفي الحقيقة فإن تلك الخطوات ساعدت في إضعاف قدرات التنظيم الإرهابي، بجانب الإنكسار الذي حدث في صفوفه بعد هروب عناصره من الساحل الأيسر بإتجاة الساحل الأيمن، بعد الإنتصارات التي حققتها القوات العراقية على الأرض، وهذا سيكون له الأثر الأكبر على معنويات عناصر التنظيم.
سبوتنيك: هل يمتلك "داعش" قدرات عسكرية تمكنه من الصمود في المعارك القادمة؟
رسول: مازال التنظيم يمتلك القدرة على التعويق وإطلاق العجلات المفخخة، واستخدام المواطنين كدروع بشرية، وقد حققنا نجاجاً في الساحل الأيسر في التمييز بين المواطنين وعناصر التنظيم الإرهابي، وتمكنا من إبقاء ما يقرب من 500 ألف نسمة في أحيائهم و منازلهم وأستهداف عناصر التنظيم، فـ95% من الساحل الأيسر تم تحريره وتطهيره بشكل كامل.
رسول: خلال الأيام القليلة القادمة سيتم الإعلان رسمياً عن تطهير الجانب الساحل الأيسر والجهة الشرقية بالكامل، ثم نندفع بإتجاة الساحل الأيمن من "الموصل"، والمعطيات العسكرية على الأرض هى لصالح قطاعاتنا المشتركة يقابلها ضعف في قدرات التنظيم، نظراً لقطع شرايين وطرق إمداده من ناحية الأراضي السورية، وايضاً تطويق قضاء "تلعفر" اسهم في قطع الكثير من الإمدادات عن التنظيم، ويمكننا القول أن "داعش" في أنفاسه الأخيرة ويحتضر، ولا ننسى المواطنين في الجانب الأيمن ولدينا قنوات اتصال واتفاق مع القطاعات المسلحة والقطاعات المشتركة، وعلمنا من المواطنين ومصادرمعلوماتنا أن هناك صعوبة لدي التنظيم في تجنيد المزيد من الأفراد، ونحن كقوات مسلحة نضع نصب أعيننا الحفاظ على حياة المواطنين حتى وإن جاء ذلك على حساب تأخر حسم المعارك، وفي اعتقادي أننا لن نحتاج لوقت طويل لتحرير الجانب الأيسر من الموصل، من خلال التكتيكات و الخطة الإستراتيجية التي تم وضعها.
سبوتنيك: هناك تضارب بين تصريحكُم وتصريحات سابقة للمتحدث باسم قوات التحالف والتي قال فيها أن العملية قد تستغرق عامين.. ما تعليقكم؟
رسول: أولاً من له الكلمة هو من يقاتل على الأرض ونحن من يقاتل على الأرض، نحن الذين نحرر ونطهر المدن المغتصبة من جانب التنظيم الإرهابي، والتصريحات الدقيقة هى التي تخرج من قيادة العمليات المشتركة، ومن القيادة العسكرية العراقية ،فلدينا معطيات عسكرية، لدينا أبطال ولدينا رجال، القطاعات المشتركة العراقية بكافة مسمياتها وصنوفها حققت انتصارات كبيرة على الأرض، فمن يخطط للعمليات العسكرية ومن يقودها ومن يتقدم بإتجاة عناصر التنظيم الإرهابي، هم أبناء العراق بالقطاعات المشتركة بكافة مسمياتها، الجيش العراقي أو مكافحة الإرهاب أو الشرطة الإتحادية وقوات الحشد الشعبي.. أما فيما يخص قوات التحالف، فلدينا تحالف دولي يضم أكثر من 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا التحالف يقتصر دوره على الضربات الجوية وتبادل المعلومات الإستخباراتية، وفي موضوع التدريب والتسليح والتجهيز، وهذا بموافقة الحكومة العراقية وإشراف القيادة العسكرية العراقية.
سبوتنيك: قوات البشمركة تحارب في تلك المعركة.. فما سر الخلافات المبكرة التي ظهرت حول"سهل نينوى"، بين أربيل وبغداد؟
رسول: نحن كقوات مسلحة مهمتنا واضحة وهي قتال "داعش"، وحماية كل أطياف الشعب العراقي، ليس لنا دخل بالسياسة، ولكن هناك تنسيق كامل بين الحكومة في أربيل والحكومة الإتحادية، وما يهمنا في هذه المرحلة هو تطهير الأراضي، وكل القطاعات المتواجدة على الأرض متوحدة لقتال التنظيم الإرهابي.
رسول: نحن لا نتدخل بالسياسة ولا تتدخل السياسة بقطاعات القوات المشتركة، فلدينا خطة تم وضعها في قيادة العمليات المشتركة من سنة ونصف،وانطلقت هذه العمليات بأمر من القائد العام للقوات المسلحة"حيدر العبادي"، وحققت مرحلتها الأولى نتائج كبيرة وايجابية ونحن الآن في المرحلة الثانية من العملية وحققنا انتصار كبير، وليس لدينا دخل بتنصيب الرئيس الأمريكي، نحن لدينا عمليات عسكرية ولدينا شعبنا وأهلنا محاصرين في الموصل، ويمارس ضدهم جميع أنواع القتل والتعذيب والإضطهاد.
سبوتنيك: إلى أين ستذهب فلول داعش بعد تحرير الموصل؟
رسول: هناك عمليات استهداف مستمرة من جانب القوات العراقية لعناصر التنظيم، وقد حققت الضربات الجوية ضربات موجعة وقتلت العديد من قادة التنظيم، فليس أمام عناصر "داعش" سوى أمرين إما أن يسلموا أنفسهم أو يقتلوا على يد أبطال الجيش العراقي، فلدينا من الوسائل الحديثة ما يكفل لنا المتابعة الدقيقة لأي توجهات لعناصر التنظيم، فنحن نراقبهم مراقبة دقيقة، وهناك جهد كبير من جانب الأجهزة الإستخباراتية لرصد ومتابعة الخلايا النائمة التي تركها التنظيم الإرهابي في المناطق التي تم تحريرها ونتعامل معهم بضربات استباقية، ونحتاج لوقت بعد عمليات التحرير لتوجية الأهالي للفكر الصحيح بعد عمليات غسل الأدمغة التي قام بها داعش تجاة المواطنيين، فعملية ما بعد داعش تحتاح لمجهود كبير.
سبوتنيك: من أين يأتي السلاح لـ"داعش"، رغم قطع كل طرق الإمداد عنه؟
رسول: مدينة الموصل سقطت منذ عامين ونصف، واستطاعوا الاستيلاء على الكثير من مخازن الأسلحة والعتاد العسكري الذي تركته القوات في 2014 إلى 2016، كما أن الحدود كانت مفتوحة مع الرقة السورية وكان هناك تدفق للأسلحة والمعدات، وعملية قطع طرق إمداد التنظيم كانت مهمة من أجل وقف عمليات تدفق الأسلحة أو العناصر البشرية، والخطة التي تم وضعها قبل عملية "قادمون يانينوى" أفقدت التنظيم الكثير من قدراته، وأصبح الضعف والإنكسار والإنهزام أبرز ملامح المرحلة الحالية للتنظيم.
سبوتنيك: هل ستشاركون في حروب أخرى ضد التنظيم بعد انتهاء معركة الموصل؟
رسول: الجيش السورى يقاتل التنظيم على أرضه، أما مهمتنا الآن فهي تحرير وتطهير الأراضي العراقية، ومن المهم أن نضع خطط لضبط الحدود مع الجارة سوريا لمنع تسلل عناصر التنظيم الإرهابي بإتجاه المدن العراقية والأراضي العراقية مرة أخرى.
أجرى الحوار: أحمد عبدالوهاب