ولفهم أسباب هذا السلوك الهستيري من إدارة "فيسبوك" تجاه قناة "RT" دعونا نرجع إلى الوراء قليلا. في سبتمبر-أكتوبر من عام 2016، العديد من مستخدمي الشبكة الاجتماعية وبشكل مفاجئ وجدوا العديد من الأخبار المتعمدة التي تدعو للوقوف إلى جانب المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، حيث كلما زاد عدد هذه الأخبار كلما كانت الفرصة أكبر بالوصل إلى الأشخاص الأمريكيين البسيطين ويمكن الحصول على أصواتهم.
#Facebook blocks @RT_com from posting until after #TrumpInauguration https://t.co/HJSDw6OHLG pic.twitter.com/xPMK1aRa8H
— RT (@RT_com) January 19, 2017
وبالتالي، فإن شركة "فيسبوك" وقفت إلى جانب أحد المشرحين الرئاسيين علنا مع عدة وسائل إعلام أمريكية أخرى مثل "CNN" و"NYT" و"WP" وغيرها الكثير. كذلك عناوين الصحف الرئيسية والتلفيزيونية كانت منحازة جدا لهيلاري "الطيبة هيلاري كلينتون مع تعزيز القصف في سوريا والغول الجنسي ترامب مع توريد الأسلحة والذخيرة إلى المسلحين".
إن كنتم لا تعرفون فإن شركة "فيسبوك" وكذلك وسائل الإعلام التقليدية، هي أداة للدعاية والتلاعب بالرأي العام. وسبق أن ذكرنا أن "فيسبوك" قام عمدا بنشر البوستات التي تروج لهيلاري وقد اعترف بهذا علنية ولم يعتذر على فعلته.
ورغم كل هذا التلاعب بالرأي العام، جاءت القنبلة من الشعب الأمريكي "اختيار ترامب رئيسا للبلاد". وكان لابد من إيجاد طرف آخر لإلقاء اللوم عليه، لأن جميع قنوات الإعلام الأمريكية وبما فيهم "فيسبوك" قد فشلت، وكان عليها إيجاد طرف آخر لإلقاء اللوم عليه، وفعلا أوجدوه، إنه "الهاكر الروسي" وقناة "RT" ووكالة "سبوتنيك".
هل قناة "RT" مسؤولة عن اختيار الشعب الأمريكي ترامب؟ طبعا، لا! ولكن يجب عقابها. غدا قناة "CNN" سوف تذرف الدموع أمام آلاف الديمقراطيين وقناة "RT" سوف تبث ابتهاج الناس. وهنا يكمن السؤال، ما هو الأكثر أهمية لرواد "فيسبوك"؟ طبعا، الدموع!.
ولهذا قاموا بحظر قناة "RT" لعدة أيام. وقد تم توجيه العديد من الأسئلة لإدارة "فيسبوك" حول حظر القناة على موقعها وانتهاك مبادئ حرية التعبير والرأي، هل تعتقدون أنهم سيجيبون عن هذه الأسئلة؟.
في النهاية نقول إن الشعب الروسي لم ينتخب ترامب، وإنما الشعب الأمريكي هو من انتخبه، والشعب الروسي غير ملام على هذا.