ولم تكن العلاقات الروسية السعودية طوال تلك العقود مقتصرة على الجانب السياسي، بل كانت الشركات الاقتصادية الكبيرة لها دور مؤثر في تطوير وتنمية تلك العلاقات، ودفعها إلى أعلى المستويات، فالبلدان من أكبر منتجي الطاقة في العالم. وكثيراً ما يعرف حجم العلاقات بحجم التعاون التجاري والاقتصادي والمشروعات المشتركة، فالعلاقات الاقتصادية المتميزة بين الرياض وموسكو، شاهدة على متانة العلاقات. ومنذ 1994، تشهد العلاقات بين البلدين نمواً وتزايداً في كافة المجالات.
وتعليقاً على عمق العلاقات طوال العقود الماضية، قال عبد الرحمن الراشد، رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى السعودي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، إن العلاقات الروسية السعودية ليست وليدة اليوم، بل تخطى عمرها الـ90 عاماً، فقد كان الاتحاد السوفييتي السابق من أوائل الدول التي كان لها تمثيل دبلوماسي في "نجد والحجاز"، وعندما تم الإعلان عن قيام المملكة العربية السعودية في العام 1932، كان الاتحاد السوفييتي أول دولة تعترف بالمملكة.
وأضاف الراشد أن العلاقات السياسية ليست الوحيدة بين الجانبين، بل احتلت العلاقات الاقتصادية جانباً كبيراً في توطيد ودعم أواصر تلك العلاقات، فروسيا والسعودية من أكبر منتجي النفط في المنطقة، وهناك اتفاقات تم توقيعها منذ عقود إبان الاتحاد السوفييتي، وزاد عليها الكثير في مجالات الطاقة وتكنولوجيا تصنيع النفط وعمليات البحث والاستكشاف والإنتاج.
وأشار الراشد إلى أن عمليات التشاور والتنسيق بين الجانبين لم تنقطع يوماً، حتى في أصعب الأوقات التي تمر بها المنطقة، كما أن الدور الروسي في المنطقة هام جداً ولا غنى عنه لإحداث توازن بين القوى، مؤكداً أن السنوات القادمة ستشهد تعاوناً أكبر في العلاقات على المستويات الاقتصادية والاستراتيجية والتقنية والسياسية، وسيعمل البلدان على استقرار المنطقة عن طريق التنسيق المتبادل، وعرض الرؤى ووجهات النظر المختلفة للحصول على تنسيق في المواقف.
وعلى الجانب الآخر، ينظر المحللون والمراقبون الروس لتلك العلاقات المتنامية بنوع من الجدية، ويرون أن عهداً جديداً وتفاهمات كبيرة ستحدث بين البلدين في المرحلة المقبلة، بعد الزيارات المتبادلة والتي كان من أهمها زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو.