وبإعلان البيت الأبيض الأحد أنه في المراحل الأولية، من مناقشة قضية نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من مدينة تل أبيب إلى القدس، يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام 6 خيارات.
الخيار الأول: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
تطالب الحكومات الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، الإدارات الأمريكية المتعاقبة بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس ليمثل ذلك اعترافا بالضم الإسرائيلي، غير المقبول دوليا، للقدس الشرقية إلى إسرائيل.
وقد انضم الكونغرس الأمريكي إلى هذه المطالبات في العام 1995، من خلال سن قرار يدعو لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ويرفض الفلسطينيون هذا الأمر بشدة، ويلوحون بخطوات دبلوماسية في حال إقدام الإدارة الأمريكية عليها.
الخيار الثاني: إبقاء الوضع على حاله
رفضت الإدارات الأمريكية المتعاقبة الاستجابة إلى طلب الحكومات الإسرائيلية ولاحقا الكونغرس الأمريكي في العام 1995 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ومنذ صدور قرار الكونغرس عام 1995 بنقل السفارة، دأب الرؤساء الأمريكيون على التوقيع على مذكرات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس "من أجل مصلحة الأمن القومي الأمريكي".
ووقع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، آخر هذه المذكرات في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وينتهي مفعولها في شهر إبريل /نيسان المقبل.
واستنادا إلى ذلك فقد شجعت الإدارات الأمريكية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل المدينة.
ويقبل الفلسطينيون بهذا الخيار، مع تسريع المفاوضات للتوصل إلى حل.
الخيار الثالث: نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الغربية وإبقاء القنصلية في القدس الشرقية
يطرح مراقبون إمكانية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الغربية مع الإبقاء على القنصلية الأمريكية العامة في القدس الشرقية.
ومنذ العام 1948، تتولى السفارة الأمريكية في تل ابيب مسؤولية العلاقة مع إسرائيل، فيما تقوم القنصلية الأمريكية العامة في القدس بمسؤولية العلاقة مع الفلسطينيين.
ولا توجد صلة إدارية بين القنصلية والسفارة، حيث يرتبط كلامهما بشكل منفصل مع وزارة الخارجية الأمريكية.
ولم يتضح الموقف الإسرائيلي من مثل هكذا خيار، وإن كان المسؤولون الإسرائيليون يعتبرون نقل السفارة إلى القدس إقرارا بأن "القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل"، حسبما يقولون.
ولكن الفلسطينيون يرفضون بشدة هذا الخيار.
الخيار الرابع: اعتبار القدس الغربية عاصمة إسرائيل والشرقية عاصمة فلسطين
بموجب هذا الخيار تنقل الولايات المتحدة الأمريكية السفارة إلى القدس الغربية، باعتبارها عاصمة إسرائيل، وتحوّل القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية إلى سفارة باعتبار المدينة عاصمة فلسطين.
بالنسبة للفلسطينيين يعتبر هذا الخيار هو المفضل، غير أنه لم يسبق أن طرحه أي مسؤول أمريكي وترفضه إسرائيل بشدة.
الخيار الخامس: إبقاء السفارة في تل ابيب ولكن السفير يعمل من القدس
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن ديفيد فريدمان، مرشح ترامب لمنصب سفير أمريكا في إسرائيل، قوله إنه راغب بالإقامة في القدس حتى لو لم يتم نقل السفارة إلى المدينة.
وتلفت الصحيفة إلى أن فريدمان، وهو يميني متشدد، يمتلك شقة في القدس الغربية يريد الإقامة فيها، وليس في مقر إقامة السفير الأمريكي في مدينة هرتسليا (وسط) كما دأب عليه سلفه من السفراء.
وقد نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة عن فريدمان إنه يرغب بالعمل من القدس وليس تل ابيب.
ولن يكون بإمكان الفلسطينيين منعه من ذلك، ولكن الأرجح إنهم سيواصلون الاحتجاج على نشاطاته.
كما لم يتضح بعد، كيف سيؤثر ذلك على عمل القنصلية الأمريكية العامة والقنصل الأمريكي العام في القدس.
الخيار السادس: إعلان الشروع في بناء السفارة
يُعرب دبلوماسي غربي، يعمل في مدينة القدس، عن اعتقاده، في حديث خاص لوكالة الأناضول أن الرئيس الأمريكي ترامب قد يصل إلى حل وسط.
ويتمثل هذا الحل، بالإعلان عن الشروع في إجراءات لبناء السفارة، وهو ما قد يستغرق عدة سنوات يتم خلالها التوصل إلى "حل نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضاف: "ليس لدي معلومات من الأمريكيين، ولكن قد يكون هذا خيارا مطروحا من أجل امتصاص غضب الفلسطينيين وإرضاء الإسرائيليين".
وكان رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس نير بركات، قد قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الإثنين الماضي، إنه بحث مع مسؤولين أمريكيين مسألة نقل السفارة وأن لديهم أراض في المدينة يمكن بناء السفارة عليها.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس، ولكنه خلافا لسلفه من الرؤساء يبدي جدية في نقلها.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، مساء الأحد الماضي، لوسائل إعلام أمريكية إن الإدارة الأمريكية في المراحل الأولية من مناقشة نقل السفارة.
ورحب الإسرائيليون بهذا الإعلان فيما انتقده الفلسطينيون.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله بعد اجتماع مع الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، في العاصمة الأردنية عمان، الأحد، إن "عواقب نقل السفارة الأمريكية للقدس ستكون وخيمة".
وأضاف: "نتمنى على الإدارة الأمريكية الجديدة أمرين، الأول أن تتوقف عن الحديث حول نقل السفارة للقدس، والأمر الثاني أن تشارك معنا في مفاوضات جدية بيننا وبين الإسرائيليين للوصول إلى حل سياسي، وهذا هو أفضل شيء بالنسبة لنا وللإسرائيليين وللمنطقة كلها".
وتابع الرئيس الفلسطيني: "جرى بحث (مع الملك الأردني) إمكانية نقل السفارة، ونقول إذا حصل فلدينا إجراءات اتفقنا على اتخاذها سويا مع الأردن ونتمنى على الإدارة الأمريكية ألا تفعل ذلك".
وتُعَدُّ القدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.