وتمهيداً لنمو الربيع القريب الحلول، وتراقص أزهاره في أراض سياحية تحيط ناحية القيارة جنوبي الموصل، شهدت حملات أمنية نفذها مقاتلون مع عدد من أبناء الناحية في حملات للتخلص من ألغام ومتفجرات الدواعش.
وتحدث الناشط والإعلامي مهند محمود محمد، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، عن حملات إزالة كل بقايا الدواعش في القيارة، ومنها التي انطلقت منذ يوم أمس السبت، على يد أحد فصائل الحشد الشعبي، قائلا ً
"إن مقاتلي "حشد الكرار" بقيادة العميد الركن محمد الوكاع، التابع لهيئة الحشد الشعبي، نفذوا عملية واسعة في محيط القيارة لإزالة مخلفات "داعش"، تمكنوا فيها من رفع 56 عبوة ناسفة، ومازال العمل جار لوجود مئات العبوات مزروعة من قبل التنظيم".
ويشير محمد، إلى أن الحملة هذه، هي الرابعة من نوعها، وفي الثلاث الماضية نفذتها القوات الأمنية، وشارك بها أبناء من الناحية، وتم رفع أكثر من 300 عبوة ناسفة.
وتأتي العمليات النوعية هذه، كي ينعم أهالي القيارة بالربيع القريب، والسفرات إلى ما يسموه بجزيرة الورد التي تحيط ناحيتهم — حيث تتنزه العائلات فيها سابقا قبل أن يستولي عليها تنظيم "داعش" ضمن نينوى في منتصف عام 2014.
ومن بين المشاركين في تفكيك العبوات والألغام الداعشية، مواطن رصدته مراسلتنا، من ناحية القيارة يدعى "عبد الله جاسم"، ينحدر من قرية الحود التابعة لناحية القيارة، تعلم التعامل مع المواد الخطرة بفطنته وحبه للصيد والأيام الجميلة التي يتوق عودتها قريبا برحلاته مع أصدقائه ومعارفه للصيد والتنعم بالربيع النادر الذي تتمتع به نينوى المسماة أيضا بـ"أم الربيعين".
ورفع جاسم، مئات العبوات الناسفة من أماكن متفرقة من القيارة التي مازالت تأن من وقع شر "داعش" عليها نتيجة إحراقه لأبارها النفطية الكثيرة التي طالما سرق منها ملايين البراميل الخام عندما كانت تحت سطوتهم حتى تحريرها بتقدم القوات العراقية في أب/ أغسطس العام الماضي.
وباقتلاع العبوات الناسفة، التي تخنق نمو الزهور البرية المتنوعة بألوانها، يأمل الناس في القيارة أن تعمل النباتات برفقة الربيع على إزاحة الظلام الذي يلبد سماء مدينتهم بسبب دخان أبار النفط المحترقة، "القير" المتسرب في بعض شوارعهم.
وشهدت محافظة نينوى ومركزها الموصل ثاني أكبر مدن العراق سكاناً بعد العاصمة بغداد، عمليات عسكرية منتصرة للقوات العراقية بدعم من البيشمركة وأبناء العشائر والتحالف الدولي ضد الإرهاب، تمكنت فيها من تحرير مساحات واسعة من سيطرة تنظيم "داعش".
ومني "داعش" بخسائر بشرية فادحة في عمليات "قادمون يا نينوى" التي انطلقت يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وفقد سيطرته على محيط المحافظة والساحل الأيسر من مركزها، ومن المرجح أن ينتهي وجوده في الساحل الأيمن، في معركة ترتقب القوات العراقية انطلاقها قريبا.