وقد أعلنت لجنة العلاقات الخارجية النيابية، السبت، عزمها بحث آلية لـ"الرد بالمثل" على القرار الأمريكي القاضي بتقييد الهجرة وعدم استقبال اللاجئين من العراق ودول أخرى. وهذه الدعوة لم تبتعد عن موقف الكثيرين من السياسيين الذين طالبوا بطرد رعايا الولايات المتحدة من العراق.
برنامج "الحقيقية" الذي يبث على أثير راديو "سبوتنيك" حاور الدكتور عزيز جبر شيال، مدير وحدة البحوث السياسية والاستراتيجية في الجامعة المستنصرية، والذي قال في السبب الذي دفع الرئيس الأمريكي إلى إصدار هذا القرار بحق العراقيين "السيد ترامب يبدو أنه في طريقه إلى الوفاء بعهوده التي أطلقها إبان حملته الانتخابية، وبذلك خالف أغلب المرشحين الأمريكيين السابقين عندما كانوا يصرحون أثناء الحملة بشيء وعندما يأتون إلى سدة الرئاسة يذهبون باتجاه آخر، ولكن ترامب مصمم على تنفيذ وعوده الانتخابية، وهذا ربما ما سوف يدخل الولايات المتحدة الأمريكية بكثير من المشاكل، لاسيما مع البلدان التي تمتلك علاقات طيبة معها مثل العراق".
وضع العراق قد يكون مختلف عن وضع باقي الدول الست التي منع رعاياها من دخول الولايات المتحدة، ذلك أنه هناك تعاون عسكري وأمني بين العراق والولايات المتحدة، إضافة إلى وجود اتفاقية موقعة بين البلدين، وفي ذلك قال شيال "العراق كما هو معروف يرتبط مع الولايات المتحدة الأمريكية باتفاقية، وإن كانت غير ملزمة التي تسمى باتفاقية الإطار الاستراتيجي، والسيد ترامب لا يزال يعاني من عقدة الجمهوريين الذين لم يتمكنوا من تحقيق كامل الأهداف الخفية التي كانوا يضمرونها إبان العدوان على العراق، ولذلك بهذه الإجراءات فهو يهدف أولا أن يتخلص من عقدة الذنب، وثانيا أن يكسب ثقة الناخب الأمريكي للأيام القادمة وكذلك للجمهور الأمريكي الذي احتج بشدة على تنصيب ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ذلك بأن يقول لهم بأنه ذاهب باتجاه الوفاء بعهوده التي أطلقها، وهذا تبين من خلال ما بدأ بعمله على صعيد العلاقات الخارجية عن طريق إصداره قرار المباشرة بإنشاء الجدار العازل على الحدود الأمريكية المكسيكية، وكذلك تجديد الدعوة للهيمنة على ثروات العراق، وعلى أن يدفع العراق فاتورة الاحتلال. مع العلم أن موضوع احتلال العراق هو موضوع جدلي وليس له شرعية قانونية، وترامب من خلال عقدة الذنب يريد استرجاع الأموال التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وهي أموال باهظة ناهيك عن الجنود الأمريكيين القتلى، وهذه سياسة خطرة جدا أقلها أنه يثير العداء مع من يسعى إلى صداقتهم. وقد يفكر ترامب من خلال سياسته هذه بإعادة غزو العراق مرة أخرى، لكن سوف لن يكون مصيره أفضل من سابقه الذي اضطر إلى سحب القوات الأمريكية في ليلة ظلماء".
وعن الدعوات الرد بالمثل على قرار ترامب والموجهة للحكومة العراقية يقول شيال "أعتقد أن الحكومة العراقية ليست في موقف قادرة فيه على فرض وجه نظر على الولايات المتحدة الأمريكية، فالحكومة العراقية تعيش الخلافات السياسية ومثال ذلك هناك نية لذهاب مجموعة من المكون السني للقاء ترامب كذلك الكورد لديهم أيضا مثل تلك النية في تصريحات البارزاني الأخيرة، يضاف إلى ذلك التشرذم في التكتل الشيعي، وهذا كله يعطي مؤشرات على أن الحكومة العراقية غير قادرة على توحيد موقف تواجه به غطرسة ترامب، وهذا أيضا يتطلب موقف فيه الكثير من الحزم غير متوفر في الحكومة العراقية، وبالتالي سوف يمنع العراقيون من الذهاب إلى الولايات المتحدة، إلا أن ذلك لا يعني أنهم منعوا من الطريق إلى الجنة، فالولايات المتحدة ليست الجنة التي يحلم بها أحد بقدر ماهي تعني ساحة لانسحاق الإنسان في ظل عجلة الرأسمالية المتوحشة التي يحييها ترامب".