ومع أن الجيش العربي السوري قام بتحرير المناطق الساخنة من الإرهابيين إلا أن التنقيب ومعرفة مكان الجثث يتطلب إعداد فرق مختصة كما يؤكد رئيس مركز الطب الشرعي بدمشق الدكتور أيمن ناصر لـ"سبوتنيك"، وأن تضم الكوادر اختصاصات "الطب الشرعي، الانتروبولوجي، واركيولوجي الذي يقوم بإخراج الجثث وفصلها عن غيرها، والتصوير، والطب الشعاعي، وطب الأسنان، و DNA لاسيما أن استخراج الجثث يتطلب مهارة الفصل بين كل جثة و أخرى كون الجثث قد تكون مرمية فوق بعضها بشكل جماعي، إضافة إلى إعداد بيانات تضم معلومات عن جميع المفقودين في البلاد ومواصفاتهم والألبسة التي كانوا يرتدونها وغيرها من العلامات المميزة التي تساعد في سرعة تحديد هوية الجثة.
وبين الدكتور ناصر أنه من الممكن البدء بأبسط الطرق وأكثرها سهولة وأقلها ثمناً في تحديد الهوية تدريجياً حتى الوصول إلى الاستقصاءات باهظة الثمن، ويتم البدء من الاستعراف الشكلي بالنظر من قبل الأهل إلى الصور الفوتغرافية للجثة، وبصمات الأصابع، والمواصفات الشكلية والعلامات المميزة على الجسم والصور الشعاعية والدراسة السنية، والألبسة وكذلك الاستقصاءات المخبرية والـ DNA الحمض النووي.
أما في حال عدم وجود أنسجة رخوة يتم دراسة الهيكل العظمي من جميع أجزاؤه وإجراء الاستقصاءات اللازمة الشعاعية و المخبرية، علماً أن الأمور البسيطة متوفرة إلا أنه يوجد نقص في الكوادر المتخصصة وكذلك نقص في المخابر ولا يوجد إلا مخبر واحد يعمل فقط علماً أنه تم العمل على التعرف على الجثث مجهولة الهوية في قسم الجرائم والوفيات بمشفى دمشق التي نجمت عن التفجيرات وسقوط القذائف على المدينة.
وأشار ناصر إلى أنه بالنسبة للمدافن الجماعية سيتم تحديدها إما من خلال التواصل مع الناس والمسلحين الذين خضعوا لتسويات، وكذلك من الناجين من المعارك ومن الأهالي الذين كانوا في مناطق ساخنة أو الذين قاموا بالدفن أو من خلال الذين ساعدوا في نقل الجثث، أو قد يتم الاستعانة بالتكنولوجيا ومنها الأقمار الصناعية.
وأمل ناصر بتأسيس مركز وطني للتعرف على جثث المجهولين حتى يشرف على عمل المراكز في المحافظات الأخرى، مع إمكانية الاستفادة من الدولة الروسية في مجال تدريب الفرق، ومن المنظمات الدولية والصليب الأحمر، فأي دولة تتعرض إلى كارثة تتداعى الدول الأخرى إلى مساعدتها سواء مادياً و تقنياً وفي مجال بناء القدرات.
وختم ناصر أنه تم تدريب 250 متطوعاً من الهلال الأحمر العربي السوري على استعادة ونقل الجثامين أثناء حدوث الكوارث والحوادث.