وأمضت الباحثة فيرا ميرونوفا، عدة أيام داخل وحدة للجيش العراقي تقاتل "داعش" قرب الموصل، واستطاعت الحصول على الوثائق، وتمكنت من نقل تلك الوثائق للمركز الأمريكي الذي يتخذ من مدينة وست بوينت الأمريكية مقراً له، حيث تبيّن بعد فحصها وتمحيصها، أن تنظيم "داعش" الإرهابي بدأ منذ 2015 بإنشاء وحدة جوية قتالية بالاعتماد على طائرات "دورنز" استطاع شراءها بطرق شتى وإدخالها للعراق.
وقال الخبير العسكري العقيد عمرو ناصف، في تصريح لـ"سبوتنيك"، "إن خروج الوثائق دائماً يتزامن مع أحداث كبرى، فخبر تنامي قوة "داعش" الإرهابي الجوية ظهر في نفس الوقت مع حدثين مهمين جداً، الأول هو تحقيق القوات العراقية انتصارات متتالية على قوة التنظيم الإرهابي في العراق، في شرق الموصل، آخرها يوم 15 يناير/كانون الثاني، وكذلك تطوير الأداء العسكري للجيش العراقي".
وأكد ناصف أن "قوات داعش عندما تشعر بالتفوق العسكري للقوات المعادية لها، تنسحب من المواقع بعد تفخيخها، وتصبح المشكلة أكبر في التطوير، أكبر من القتال المباشر نفسه، ولذلك بدأت القوات العراقية في الهجوم الليلي، لكي تجهز عليهم في المكان، وتوفر مراحل تالية من القتال لحرب المدن والتطهير".
وتابع "تلك الوثائق ظهرت أولاً مع نجاح القوات العراقية في تحقيق انتصارات في كل المدن والاتجاهات على تنظيم داعش الإرهابي، وثانيا تصريح "ترامب" بأنه سيقف ضد داعش بكل ما أوتي من قوة، وكان لزاماً على داعش تطوير أدائها في مقابل أداء القوات العراقية، لكي تحقق انتصارات على الأرض، فتلجأ لسلاح جديد تماماً هو طائرات الاستطلاع بدون طيار، والخبر يقول إنهم لم يستخدموا فقط تلك الطائرات، بل إنهم طوروا أداء تلك الطائرات لكي يمكن تذخيرها بقنابل".
وعن كيفية الحصول على تلك الطائرات، قال العقيد عمرو ناصف "أعتقد أن قوات تنظيم داعش الإرهابي تعيش على تمويل أميركي بحت، لكي تحصل على السلاح الذي تملكه الآن، فهم يقولون إنهم استولوا على ذخيرتهم من مخازن الأسلحة في المناطق التي احتلوها، كما قالوا في سوريا، فهل هناك مخزن طائرات استطلاع؟ هل هناك مخزن دبابات؟ عند احتلال التنظيم مناطق جديدة، فأكثر شيء يمكن الحصول عليه هو سلاح شخصي، أو هاون، أو عيارات ثقيلة من الرشاشات، إنما مدفع ودبابة وطيارة، فهذا تمويل خارجي".
وعن تغيّر السياسة الأميركية تجاه ""داعش، قال "مخطئ من يتصور أن أي رئيس جمهورية في العالم يستطيع فرض سياسته الشخصية من الألف إلى الياء، هناك ملفات مدروسة ومحسوبة وموضوعة داخل خزانات، يتسلمها الرئيس قبل أن يتسلم منصبه، ومطلوب منه أن ينفذ الخط العام لذلك الملف، خصوصاً المجتمع الأميركي، والمخابرات الأميركية والبنتاغون في التنافس مع مثيلتها الروسية، هم الأكبر في العالم، والوكالتان الأميركيتان تقرران مصائر دول، فمهما كانت نزعات ترامب الشخصية وطريقته في الإدارة، لكنه لن يستطيع الخروج عن الطريق المرسوم بهذا الملف، الذي يقول إن الشرق الأوسط يجب أن يقسّم، وأن الثروات يجب أن تخرج من الشرق الأوسط لأميركا التي تحتاج لتلك الثروات".
وتابع "أميركا تصطنع المعارك في الشرق الأوسط الغني بالثروات بكافة أنواعها، وكما قال ترامب، دافعت عنكم ويجب أن أحصل على الثمن، ولا يمكن أن يخرج عن السياق الذي سار فيه أوباما، ومن قبله جورج بوش الابن، وأتصور أن ذلك الخبر من أجل تبرير التقصير في محاربة داعش، فهم لا يريدون محاربة حقيقية للتنظيم الإرهابي، وكلامهم فقط لاسترضاء الدول العربية، كنوع من كسب التأييد على الأرض".
وأردف ناصف "هناك جزئية خطيرة جداً في هذا التصريح، هي الباحثة التي تواجدت بجانب القوات العراقية التي تقاتل داعش، وحصلت على هذه الوثائق التي تضم مخططات داعش، وحصلت معها على فواتير شراء، وهناك تظهر علامة استفهام كبيرة جداً، يا ترى من هي الدولة العربية القادمة في الطريق؟، والتي سيتم وضع اسمها على تلك الفواتير، أعتقد أن السعودية ليست في مأمن، فأميركا ليس لها حليف، ففي السياسة الدولية كلها، مخطئ من يقول إن فلان حليفي، فصديق اليوم عدو الغد".