قالت الممثلة ندى أبو فرحات في حديث خاص لـ"سبوتنيك" عن دورها في مسرحية "حبلى بالخامس": "كنت أود أن أمثل تجربتي الشخصية في الحمل ولكن الشخصية التي أمثلها عكسي تماماً، شخصية "كلير" ساذجة كثيراً وليست ثورية على قمع المجتمع والأهل والأقارب، لذلك أكلها المجتمع، لم تستطع أخذ قراراتها الشخصية في حياتها، هي امرأة في أواخر الثلاثينيات عاشت حياة عادية في كنف عائلة تقليدية ومتعلمة، تزوجت متأخرة من دون حب قبل أن يفوتها القطار وهي الآن حامل للمرة الأولى بشهرها الخامس".
وأوضحت أبو فرحات أنها لم تجد صعوبة بالوقوف على المسرح وتأدية دورها وهي حامل، وقالت "الأجواء خلال التمارين وخلال العرض مريحة جداً، والتمرينات كانت كعلاج نفسي بالنسبة لي".
وأشارت إلى أن المواضيع التي تعالج بالمسرح في هذه الأيام مواضيع قريبة للمجتمع اللبناني، لذلك أصبح الناس يشاهدون مسرح أكثر من قبل، والجمهور من جميع الأعمار، ولكن لا يوجد إضاءة على المسرح والأعمال المسرحية، ولدي أمنية أن يفتح مسرح وطني في لبنان لكي يتمرن الممثل فيه ويقدم أعماله. وعلى الدولة أن تدعم أكثر المسرح".
الكاتب والمخرج غبريال يمين يقول لـ"سبوتنيك"،"لم تكن تجربة سهلة بالكتابة عن المرأة الحامل، لقد وجدت صعوبة في الكتابة، كيف تفكر، وبماذا تشعر؟ استعنت بزوجتي وندى أبو فرحات.هناك أحاسيس عند المرأة الحامل لم أكن أعلم بوجودها قبل كتابة نص المسرحية لقد حاولت أن أضع نفسي مكان المرأة الحامل وأكتب عن الأحساس عندما يتحرك الجنين في بطنها استطعت أن أفهم هذا الشعور لديها ولكن لم أستطع أن أترجمه كما يجب بجمل على المسرح و تمنيت كأب لو أستطيع أن أشعر به، بالإضافة إلى الشعور بالقلق، لأن المرأة الحامل عكس ما يعتقد الجميع هي امرأة تحزن أكثر مما تفرح".
الممثل أسامة العلي الذي يشاطر أبو فرحات خشبة المسرح قال:"انا ألعب دور كل الرجال في حياة كلير (ندى أبو فرحات) من زوجها والدها إلى حكيمها وكاهنها… دوري يتلخص في كل الرجال في حياة كلير و تأثيرهم عليها".
أما عن الصعوبات التي يواجهها الممثل المسرحي في لبنان يقول العلي لـ"سبوتنيك": "الفنان بشكل عام في لبنان لم يعطى حقه والذي يريد الانخراط في مجال الفن سوف يواجه الكثير من الصعوبات التي يجب عليه أن يتخطاها، بالإضافة إلى أن هذا المجال لسوء الحظ لا يمكن اعتماده لوحده كمورد رزق، ونتمنى لو يتم دعم الفنان، وبما أننا نتكلم عن المسرح هناك الكثير من المسارح في لبنان تم إقفالها لأسباب مادية".
ويتابع العلي "الفن هو بوابة لمعرفة الحضارة… حضارة الشعب الحالية والسابقة ومن نحن نتعرف على البلد من خلال ما نشاهده على المسرح أو التلفزيون أو السينما ولسوء الحظ في لبنان يعتبر الفن موضوعا ثانويا ولا يتم الإضاءة عليه كما يجب، رغم أن الفن هو الأساس وله دور في نقل صورة البلد فهو يفيد الاقتصاد والسياحة…".
ويضيف: "نحن نصر على البقاء على المسرح والتلفزيون والقيام بأعمال نجد أنفسنا فيها، وأحيانا نقوم بأعمال ليس من الضرورة أن يكون هناك رسالة عظيمة من خلالها، أحيانا يكون الهدف منها تجاري، وأحيانا نقدم أعمالا مضحكة وخفيفة، فاليوم نلاحظ أن هناك إقبال على المسرح والجمهور متعطش للمسرح ونحن نقوم بجهدنا كي نرضي الجمهور و نرضي أنفسنا".