انتهت مؤخرا زيارة قام بها وفد يمني إلى موسكو، لإجراء لقاءات تشاورية مع الجانب الروسي، وكان قد ترأس هذا الوفد وزير الخارجية اليمني السابق الدكتور أبو بكر القربي يرافقه عضو الوفد الوطني يحيى دويد، وعضو مجلس الشورى الشيخ كهلان أبو شوارب.
أتت هذه الزيارة في ظل تصعيد كبير على الساحة اليمنية من قبل قوات التحالف العربي بعد أن كانت قد هدأت الأوضاع نسبياً خلال الفترة الماضية ن على أمل أن يتم الإعلان عن مبادرة سلام تراعاها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتوافق عليها السعودية ، لكن بعد وصول الرئيس المنتخب ترامب الى البيت الأبيض والغموض الكبير في مواقف إداراته من الملف اليمني ، وعدم إعطاء أي موقف واضح في ظل إهتمام أمريكي متزايد للتدخل في اليمن ، عادت الأوضاع الى أسوأ ماكانت عليه على الرغم من الحديث عن خطة سلام أممية معدلة بشأن اليمن خلال لقاء اللجنة الرباعية لدعم السلام في هذا البلد، بعد أن رفض الرئيس هادي وحكومته خارطة طريق هذه المبادرة.
في ظل هذه المتغيرات كان لنا لقاءات خاصة مع أعضاء الوفد اليمني الذي زار موسكو ، للوقوف على نتائج الزيارة واللقاءات التي تم إجراؤها في الخارجية الروسية ومجلس الفيدرالية ، وماهية النتائج التي تم التوصل إليها ، وكذلك الأمر رد الوزير القربي على تصريحات اللواء أحمد العسيري الأخيرة للمتحدث بإسم قوات التحالف العربي بخصوص الأوضاع في اليمن ، وحول عمل الوفد الوطني اليمني الذي تشارك فيه جميع القوى اليمنية ، والأمكانات المتوفرة للتعامل مع الأوضاع الراهنة على صعيد الجبهة الداخلية ، وكذلك الأمر حول الأوضاع الإنسانية في اليمن بعد أن صعدت قوات التحالف من عملياتها في مختلف المناطق اليمنية مؤخراً.
الوزير القربي قال بهذا الخصوص:
لقد أتينا الى موسكو أولاً من أجل كسر جدار التعتيم الإعلامي الذي طغى على أحداث اليمن والتي جعل من حرب اليمن الحرب المنسية ، متوجهاً بالإتهام الى وسائل الإعلام التي لاتتناولها بدقة ولا بأمانة ولا على أساس إعلام هادف لإظهار الحقائق ومعناة الشعب اليمني ، وإنما إعلام تحريضي ، والهدف الثاني لأننا نعتبر ونقدر الإتحاد الروسي من خلال تأثيره في الإقليم، ودوره المؤثر في مجلس الأمن ، لذا يجب أن يكون على علم بكثير من التفاصيل كما نراها نحن ورؤيتنا للحل السياسي ، لأن مايم الترويج له في أن الوفد الوطني الممثل بالمؤتمر الشعبي وأنصار الله لايريدون الحل السياسي هو عكس الحل تماماً ، وما يؤكد ذلك هو توقيعنا على مبادرة كيري.كما أردنا أن نضع أمام الطرف الروسي تصورنا للحل السياسي الذي ينقذ اليمن وإظهار معناة الشعب اليمن وماتعرض له من جرائم حرب.
أما فما يخص عن خطة السلام الأممية المعدلة قال الوزير القربي إننا لم نطلع عليها ولانعرف عنها شيئاً ولم تقدم إلينا بصورة رسمية وبالتالي لن نتعامل معها وان قدمت لنا من طرف معني نحن سنتعامل معها وسنرى ماهو الإيجابي وماهو المقبول وماهو المرفوض.
وحول رده على تصريحات اللواء أحمد العسيري قال الوزير القربي: دائما التصريحات التي يدلي بها العسكريون تختلف عن تصريحات السياسيين ، والعسكريين دائما أمام قضايا يحاولون أن يطرحوها بشكل مغاير للحقيقة تماما ، وبخصوص ما طرحه السيد العسيري إذ ما سألت عسكري من الطرف الآخر سيعطيك عكس هذا المعلمومات تماماً ، لكن المهم هنا أننا نبحث اليوم عن الحل السياسي ، وبعد عامين من الحرب والعدوان على اليمن كل الأطراف تقول أنه لاحل عسكري إطلاقا في اليمن الحل هو حل سياسي.
وحول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة قال الدكتور القربي :
أنا أعتقد انه موقف غير واضح وخلال فترة بداية المئة يوم الأولى أصدرت إدارة ترامب قرارات كثيرة أثارت ضجة ولم تحقق أهدافها ويجب أن لانستعجل الأمور في الحكم على مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة ، البنية المؤسسية للسيد ترامب لم تكتمل بعد علينا أن نتتظر ، حتى نحكم على ماهية مواقفها ، وكيف سنتعامل معها ، هذا الموقف تواجهه كل الدول بما فيها الإتحاد الروسي. وختم القربي قائلاً إن الخارجية الروسية فهمت تماماً موقفنا وأن الحل هو الحل السياسي ،وأنه على مجلس الأمن أن يتنبى موقف يدعم خارطة الطريق التي قدمها السيد كيري وكيف يمكن ذلك ،الآن يجب على الدول الخمس دائمة العضوية أن تبلور قراراً جديد يدعم هذه الإتفاقية.
عضو الوفد الوطني الأستاذ يحيى دويد بهذا الصدد قال :
في الحقيقة السلام هو ضالتنا ، كل جهودنا في الوفد الوطني خلال الفترة الماضية وخلال جولات الحوار بدءً من جنيف واحد ، ولقاءات بال بسويسرا ، وصولاً الى اللقاء التي عقدت في الكويت ، تركزت جميعها نحو إيجاد حلول سياسية للأزمة اليمنية ، وإيقاف العدوان ، وإيقاف حالة الإحتراق الداخلي. ونحن خلال الفترة الماضية كنا نتعاطى على قدر كبير من المسؤولية والإدراك لما يطرحه المبعوث الأممي وكل الوسطاء الدوليين ، ولكن كنا دائما نصطدم بجدار الرفض الذي لايتزحزح من قبل دول التحالف وأداتهم الرئيسية المزعومة بالشرعية التي تأتي مغايرة للمشهد تماماً ، بعد أن ريقت دماء الآلاف من المدنيين على أيديهم ، ودمرت مقدرات البلد.
وفي معرض رده على تصريحات العسيري قال السيد دويد: النسب التي يتحدثون عنها فيما يخص تحرير 85% من الأراضي اليمنية مغلوطة فهم يتحدثون عن نسبة ما دمروه ونسبة ماجعلوه من أبناء اليمن تحت خط الفقر ، وزيارتنا الى موسكو جاءت لتحريك المياه الراكدة وكسر الصمت الدولي.
أما عضو مجلس الشورى والمحافظ السابق لمحافظة عمران الشيخ كهلان أبو شوارب و حول الوضع الأنساني في اليمن قال:
الصراحة المعاناة التي يعانيها الشعب اليمني كبيرة وهي نتيجة للحصار والتعتيم الإعلامي وعدم قدرة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من التواجد في اليمن ، وبالتالي الأرقام والتقارير المذكورة لاتنقل الحقيقة كاملة ، نحن متواجدون داخل الوطن ونعرف الكثير ونشاهد االمأساة الإنسانية الفعلية في اليمن ، هناك كارثة وحرب إبادة ،وتستطيع أن تقول أن 80% من الشعب اليمني يعاني من حالة المجاعة والفقر الشديدة ، وهناك تقارير دولية تضم صور وأرقام صدرت عن بعض المنظمات المتواجدة اوضحت حجم المعاناة التي تتضور وتزداد ، وحول المساعدات التي تقدمها السعودية والإمارات للشعب اليمني قال الشيخ كهلان:
بكل صراحة نحن نتفاجاً عندما يقال أن هذه الدول تساعد الشعب اليمني هذه الدول هي سبب الدمار الحاصل في اليمن اليوم كل شيء في اليمن دمر البنية التحية دمرت من مصانع وجسور وطرق ومدارس ومستشفيات ومباني حكومية ، ومطارات ومصانع أين هي المساعدات التي قدموها لليمن..!!! إن أرادوا مساعدة الشعب اليمني فليوقفوا هذه الحرب الظالمة على اليمن ، ويوقفوا الحصار البري والجوي والبحري.
هم يعاقبون الشعب اليمني عقاب جماعي ، ونحن وضعنا الطرف الروسي في صورة الوضع الإنساني وهذا أكثر ماركزنا عليه ، ونحن نشكر روسيا الإتحادية على دورها العظيم الذي تقوم به وعلى المساعدات التي قدمتها في الماضي، وهذا مالا ننساه أبداً، كما و طالبنا برفع الحصار الجوي عن المطارات وحماية المدنيين.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم