وأضاف بعيرة، هذه الميليشيات تتصارع الآن على السلطة وكل فريق منهم يحاول أن يجد له موطئ قدم في أي اتفاق سياسي جديد، والصراع بالدرجة الرئيسية على العاصمة طرابلس. والحرس الوطني الذي تم إنشاؤه قدم من مصراته، ويريدون أن يسيطروا على المشهد في طرابلس في مواجهة حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي، وهذا هو الصراع الرئيسي لأنه حتى الآن لا يوجد غلبة لطرف على الطرف الآخر، ولكن الوضع صعب وانتبه له المجتمع الدولي، فمنذ يومين أعلنت الخارجية الأمريكية في بيان لها قلقها مما يسمى الحرس الوطني الذي ربما يراد له أن يكون بديلا للجيش الوطني وهددت بضرب هذه الميليشيات في أماكنها وهذا نذير حرب على ليبيا من المجتمع الدولي.
وأشار بعيرة إلى أن هذا الصراع ليس في مصلحة أحد. ولكن إذا ما أخفق الليبيون في الوصول إلى حل سياسي، فالصدام والمواجهات العسكرية في طرابلس قادمة لا محالة، ونحن لا نتمنى ذلك ويجب العمل بشكل جدي للوصول إلى حل توافقي بين هذه الجبهات.
وأعرب عضو مجلس النواب أن البرلمان الليبي يعاني من انطواء على نفسه وانقسام داخلي، ودوره أصبح ضعيفا في أي تسوية سياسية، وأضاع البوصلة على عكس ما كان مأمولا منه باعتباره منتخب من كافة أطياف الشعب الليبي، ولكن عدم قدرة قادته على استغلال قدرات البرلمان أوصلته إلى هذا الوضع الضعيف للأسف.
وأكد المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم فنوش، خلال حديثه "لسبوتنيك" أيضا، ما ذهب إليه أبو بكر بعيرة من حيث تصارع الميليشيات المسلحة على منطقة نفوذ ودور جديد في العاصمة طرابلس وليبيا الجديدة، ضاربين بعرض الحائط مصالح البلاد، وأن هذا التطور كان متوقعا والصدام قادم لا محالة، وإن كنا لا نتمنى ذلك، فكلها ميليشيات خارجة على القانون ترى أن السلطة هي مركز النفوذ ومدعومة من الغرب الذي يحاول شرعنتهم، وسيستمر هذا النزاع لأنهم لم ولن يتفقوا.