الناقد السينمائي إلياس دمر، قال لـ"سبوتنيك"، "إن قرار الأمن العام اللبناني الذي قضى باقتطاع 12 دقيقة من الفيلم كان مجحفاً، لأنه يتنافى مع حرية الإبداع، ولأن الفيلم ليس بفيلم يدعو إلى أي من المحرمات أو أي انفلات أخلاقي، أو يتاجر بما هو منكر، وإنما هو فيلم له فكر معين، ممكن فهم هذا الفكر من قبل الجمهور، لأن الجمهور مدرك وواع لهذا النوع من المواضيع".
وأكد دمر أن على الأمن العام اللبناني أن يعتمد بأقصى الحدود على نظام التصنيفات، وجعل الفيلم فقط للمشاهدين ما فوق 18 عشر عاماً أو أكثر. ويتابع: "مع أن تكون التصنيفات ربما مشددة على أن يتم حذف مشاهد من هذا الفيلم، وبذلك يتم إقصاء مشاهد مهمة تضيف إلى قيمة الفيلم وبالتالي تكون الخسارة الفنية والسينمائية كبيرة".
وحول قرار شركة "صباح للإعلام" الامتناع عن عرض الفيلم في لبنان، قال دمر: "هو القرار السليم الوحيد، لأجل حماية الفيلم كشخصية معنوية، ومن أجل حماية الجيل السينمائي الجديد، ولو قبل بهذا الحذف لفتح بابا واسعا وهو باب القبول بتلك التجاوزات".
وأضاف:"نحن مع الانفتاح ومع الحرية الفكرية ومع حرية الإبداع طالما لا نتخطى حدود الحرية، طالما هذه الأفلام تعبر عن فكرة إبداعية معينة أو واقع اجتماعي معين، يجب حمايتها، ونحن مع التشدد بنظام التصنيفات الذي يبقى أفضل بكثير من البتر عشوائياً لاعتبارات سياسية أو حزبية أو دينية معينة".
جدير بالذكر أن رئيس مجلس إدارة الشركة، صادق الصباح، قال: "لن نعرض الفيلم بهذه النسخة المشوهة، نحن ضد أن يتدخل رجال الدين بالفن، مهما كان احترامنا لهم كبيراً، ونحن ندافع بذلك عن حرية الكلمة في لبنان، ولن تقبل شركتنا العاملة في قطاع السينما منذ الخمسينات بعرض فيلم مبتور".
ومن المشاهد التي طلبت الرقابة حذفها مشهد فيه تحطيم لتمثال مريم العذراء وصلبان، وتقال فيها عبارة "حسن اتجنن واعترف أنه بيكره الإسلام وعايز يتنصر".