يبدو من تطورات المشهد السوري الحالية بشقيه الميداني والسياسي، في ظل انشقاقات إقليمية ودولية كبيرة لم تعد قادرة على توحيد صفوفها في الميدان، ولا على توحيد كلمتها، أو موقفها السياسي، والتي تظهر جلياً في التطورات الحاصلة على الجبهتين الشمالية والجنوبية، حيث أن هناك استدارات جديدة يقوم بها الطرف التركي، الذي عاد إلى إصراره على إيجاد مناطق آمنة على الحدود الشمالية مع سوريا وصولاً إلى الرقة، في حين عادت تركيا وعبرت عن استعدادها لدخولها من أجل محاربة تنظيم "داعش"، والأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة أصلاً، باعتبارهم يشكلون تهديداً للأمن القومي التركي.
ما يعني أن تركيا عادت وأخلّت بالاتفاقات التي جرت بينها وبين روسيا، وتحاول تخطي الحدود والخطوط الحمراء التي تم الاتفاق عليها مع الطرف الروسي حتى لا يحدث تماس مباشر بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة، وبين تركيا والمجموعات المسلحة التي تدعمها من جهة أخرى في منطقة الباب، التي تدور فيها وحولها معارك طاحنة للسيطرة على المحاور التي تتجه نحو الرقة وتحيط بها، والشمال السوري بشكل شبه كامل.
كذلك الأمر على الجبهة الجنوبية نرى تطورات واستدارات أردنية جديدة لم تفهم حتى اللحظة، أهي تخوفاً من تمدد الإرهاب إليها؟
أم خطة أمريكية جديدة؟ أو حتى كما يقول البعض دخول سعودي جديدة إلى الميدان السوري بواجهة أردنية للحد من التمدد التركي في الشمال…!!!
أضف إلى ذلك مشاركة الأردن في محادثات أستانا الحالية، يدعمها دور مصري شددت عليه لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب المصري لجهة ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ووحدتها وسيادتها.
أما الشق السياسي فهو لا يقل سخونة وتشعباً عن المشهد الميداني، حيث طفت على السطح تصريحات تهديد ووعيد من هذا الطرف أو ذاك، خلافات بين أطراف المعارضة حول تشكيل الوفد الممثل لها، وصراعات حادة على أبواب بدء لقاءات أستانا بين جميع الأطراف المتداخلة في الملف السوري على الساحتين الإقليمية والدولية، ما قد يهدد بالفعل بانهيار لقاءات جنيف 4 قبل البدء في عقدها أصلاً.
وهنا يتبادر إلى الذهن الكثير من الأسئلة وأهمها:
ماهية الاستدارات التركية والأردنية الحالية في الميدان؟
هل عاد الوضع في سوريا إلى المربع الأول، وأن من يحسم الوضع عسكرياً، وأن ما يجري من لقاءات وحوارات هي عبارة عن محطات انتظار؟
ضبابية الموقفين التركي والأردني في المشهد السياسي كونهما يحيطان بأكثر الجبهات سخونة حالياً في الشمال والجنوب؟
هل سستستطيع المعارضة السورية تشكيل وفد واحد إلى جنيف في الوقت المحدد قبل بدء المشاورات؟
أين تكمن النقاط الخلافية بين أطياف المعارضة السورية حول تشكيل وفد واحد إلى جنيف؟
من الجهات التي تضع الأسافين في طريق حل القضية السورية سياسياً وما غايتها؟
،التفاصيل مع ضيفي حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي العميد على مقصود
وأمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التحرير والتغيير، رئيس وفد منصة موسكو الدكتور قدري جميل
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم