00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
مدار الليل والنهار
04:30 GMT
150 د
لبنان والعالم
07:00 GMT
123 د
عرب بوينت بودكاست
11:31 GMT
22 د
ع الموجة مع ايلي
البرنامج المسائي
14:00 GMT
183 د
لبنان والعالم
19:03 GMT
107 د
ع الموجة مع ايلي
04:30 GMT
150 د
لبنان والعالم
البرنامج الصباحي
07:00 GMT
123 د
ع الموجة مع ايلي
البرنامج المسائي
14:00 GMT
183 د
الإنسان والثقافة
كتاب "100 قصيدة عن موسكو" لمئة شاعر روسي يصدر في موسكو
17:03 GMT
29 د
مرايا العلوم
هل يسير التطور دائماً إلى الأمام وباتجاه الأكثر تعقيداً؟
17:34 GMT
29 د
عالم سبوتنيك
"أنصار الله": نحن علی أعتاب المرحلة السادسة من "إيلام إسرائيل"، فصائل فلسطينية تطالب السلطة بوقف الحملة الأمنية في جنين
18:03 GMT
59 د
لبنان والعالم
البرنامج الصباحي - اعادة
19:03 GMT
107 د
أمساليوم
بث مباشر

باحث سوري: الزمن الحقيقي الذي عاشه النبي نوح في قومه (الجزء الثاني)

© REUTERS / STEPHANE MAHEبحر
بحر - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
نتابع نشر الجزء الثاني من الحوار المطوّل مع الباحث السوري أسد زيتون والذي يدور عن العمر الحقيقي الذي عاشه النبي نوح في قومه...وذلك بعد نشر الجزء الأول، يوم أمس السبت.

بحر - سبوتنيك عربي
الزمن الحقيقي الذي عاشه النبي نوح في قومه كما يراه باحث سوري
وتجدر الإشارة هنا إلى أن القرآن استخدم الفعل "لبث" بدلاً من الفعل "عاش" الوارد في سفر التكون الإصحاح التاسع: (وعاشَ نوح بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة، فكانت كلّ أيام نوح تسعمائة وخمسين سنة ومات) والسؤال هل للفعلين ذات المعنى والدلالة؟.

يقول الباحث أسد زيتون: أعطانا القرآن باستخدامهِ الفعل "لبث" أول إشارة لتوضيح الالتباس في هذا الأمر الذي نشأت عليه الأجيال تلوَ الأجيال، فهذا الفعل لم يرد في أيّ موضع من القرآن بمعنى "عاشَ" ذي الدلالة على معيشة الإنسان من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وسواه (وجعلنا النهار معاشاً)، وليس في المواضع التي ورد فيها الفعل (لبث) أيّة دلالة على المدّة التي يقضيها الرسول ظاهراً بينَ قومه يبلّغهم رسالة الله، ونستطيع تمييز عدّة حالات منها متفقة بالمدلول متباينة في الحال:

أولاً: حالة منَ التغييب والإخفاء عن الناس وعن المخصوص باللبث نفسهُ، وهي ليست من السُّنن الطبيعية في حياة الإنسان، وإنّما جرت بالمعجز الإلهي وبعلم الله وقدرته. ومنها:  المدّة التي لبثها أهل الكهف في كهفهم (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنين وازدادوا تسعاً) الكهف /25، فالفتية لم يختاروا حالتهم تلك وإنّما جرت دونَ علمهم وخارج إدراكهم (فضربنا على آذانهم في الكهفِ سنين عدداً) الكهف/11.

— وأيضاً: المدّة التي لبثها يونس في بطن الحوت (فالتقمه الحوت وهو مليم —142- فلولا أنّه كانَ من المسبّحين —143- للبث في بطنهِ إلى يوم يبعثون 144) الصافات، وفي هذه الآية يعطينا القرآن دليلاً شديد الوضوح أن المدّة التي قضاها يونس في بطن الحوت لا تُحسب من بعثتهِ، وعلى الرغم من أنّ اللبث تعني اللزوم والثبات حسب القواميس، إلا أن الحوت غير معنيّ بذلك، وهذا الأمر سيفيدنا لاحقاً.

وأما ثانياً كما يقول زيتون: حالة بثّ خفيّ وهي المدّة التي يمضيها الأنبياء والرسل في قومهم قبل نزول الوحي وتكليف الله لهم بتبليغ رسالته، وفي حكمها تأتي المدّة التي لبثها النبيّ محمّد في قومه قبل نزول الوحي: (قلْ لو شاءَ الله ما تلوتُه عليكم ولا أدراكم بهِ فقد لبثتُ فيكم عُمُراً من قبلهِ أفلا تعقلون) يونس/16. وتأتي في سياق هذه الدلالة المدة التي لبثها موسى في قومه قبل تكليمه في جانب الوادي الأيمن، بما فيها مدّة لبثه في أهل مدين، وكذلك الأمر بالنسبة للمدّة التي لبثها يوسف حتّى تمكينه في الأرض، وهي حالة بثّ ضمني لارتباط أحداثها بالوحي بشكل غير مباشر، كإلقاء موسى في اليم ونشأته في آل فرعون والتجائهِ إلى النبيّ شعيب في مدين، وكالصدق والأمانة والخلق العظيم الذي عرِفَ به محمّد قبل مبعثه سيّما خلال عملهِ بالتجارة، وهذا يجري على جميع الرسل والأنبياء قبل مبعثهم، ورسالة كلٍّ منهم تقسم إلى مرحلتين: مرحلة لبث ومرحلة بعث.

وثالثاً: حالة موت وبعث قبل يوم القيامة: (أو كالذي مرّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها قالَ أنّى يحي هذه اللهُ بعدَ موتها فأماته الله مائة عامٍ ثمّ بعثهُ قالَ كم لبثتَ قالَ لبثتُ يوماً أو بعضَ يوم قالَ بل لبثتَ مائة عام..) البقرة / 259

رابعاً: حالة البرزخ وهي المدّة التي يلبثها الإنسان بعد الموت إلى يوم البعث: (يومَ يدعوكم فتستجيبون بحمدهِ وتظنّونَ أن لبثتم إلاّ قليلا) الإسراء /52.

وبعد شرح هذه الحالات المتباينة،   أكد الباحث أنه من هذه الحالات الأربع، نستنتج أن المدّة التي دامَت فيها بعثة نوح في قومهِ منذ تلقّيه الوحي وحتّى أخذَهم الله بالطوفان لن تكونَ حتماً في مدّة لبثهِ، والتي تشمل بالتأكيد حياته التي عاشها بينَ قومه قبل نزول الوحي، وقد استخدمنا الفعل (دام) للمدّة التي قضاها بتبليغ الرسالة، اعتماداً على اللفظ الذي ورد في القرآن للدلالة على المدّة التي قضاها عيسى بن مريم في قومه: (ما قلتُ لهم إلاّ أنِ اعبدوا الله ربّي وربّكم وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلمّا توفّيتني كنتَ أنت الرقيب عليهم وأنت على كلّ شيءٍ شهيد) المائدة 117، وهذا دليل شديد الوضوح على أنّ عيسى المسيح قضى حياته كلّها بينَ قومه رسولاً نبيّا وليسَ فيها مدّة لبث، ولو أتى اللفظ: (.. وكنتُ عليهم شهيداً ما لبثتُ فيهم..) لنُسف الإعجاز القرآن، وحتى لو أنّ مريم مكثت مع المسيح في المكان القصيّ الذي انتبذته بعد نفخة الروح، دونَ أن يكون لوجودهما فيه علاقة بأداء الرسالة، لكان هذا المكث لبثاً ولما جاز أن يقول (ما دمتُ فيهم)، ولا أن يقول: (وجعلني مباركاً أينَ ما كنتُ وأوصاني بالصلاةِ والزكاةِ ما دمتُ حيّاً) مريم/31، وللتأكيد على هذه الدلالة الدقيقة، فلنقرأ بتمعّن: (وإذ قالوا اللهمّ إن كانَ هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم —32- وما كانَ الله ليُعَذّبهم وأنتَ فيهم وما كانَ الله معذّبهم وهم يستغفرون) الأنفال/33، فلو أتت صيغة القول: وما كانَ الله ليعذّبهم ما دمتَ فيهم؛ لفهمنا من ذلك أنّ بعثة محمّد كبعثة عيسى، ولكن أتت جملة (وأنت فيهم) حالاً ملازماً لمدّة محدّدة تزامنت مع وجود طالبي العذاب والمستغفرين منهم ولا يحكمها الدوام.

ولفت زيتون إلى أن بعض القواميس تذهب إلى أنّ "لبثَ" بمعنى "مكث" وهذا لا يتفق مع دقّة إعجاز اللسان العربي المبين، فالمكث يكون في حال الإقامة على انتظار وترقّب: (وقرآناً فرّقناهُ لتقرأهُ على الناسِ على مُكثٍ ونزّلناهُ تنزيلا) الإسراء/106، فالرسول بعد مبعثه كان في حالة انتظار دائم لتلقّي الوحي وتبليغهِ سواءً في مكّة أو في المدينة، وكذلك أينما وردت "مكث" فإنّها تفيد هذا المعنى: (فقالَ لأهلهِ امكثوا إنّي آنستُ ناراً لعلّي آتيكم منها بقبسٍ..) طه/10 فهم منتظرون ويرتقبون ما سيأتيهم بهِ موسى.

(وأمّا ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الأرض..) الرعد/17 أي في حالة انتظار وترقّب الانتفاع به.

وأضاف: لتكمل لنا الفائدة في تدبّر معنى "لبث" أدعوكم لرحلة ممتعة في منهج الفطرة مع الدكتور محمد عنبر الذي قدّمَ لنا في كتابه "جدلية الحرف العربي وفيزيائية الفكر والمادة" أحد أهمّ مفاتيح كنوز العلم والمعرفة وأرجو أن تقرؤوا بتمعّن:

(ليس في اللغة من أضداد إلا الأضداد القائمة في الألفاظ ذاتها، وما جاء منها مستعملاً للشيء وضده فلأسباب أخرى وليس التضاد واحداً منها إلا تجوّزاً وعلى بعد، وليس فيها مترادف أيضاً، وإن أشبه بعضها بعضاً كجلس وقعد، فلكلّ من اللفظين معنى لا يؤدّيه الآخر.

وحركة الجدل في الألفاظ ترشد إلى وضع كلمات جديدة لأشياء مستحدثة تتسق وبناء الواقع الحي، وتجري جريه في حركةٍ واحدة. ودراسة هذه اللغة دراسة جدليّة ستضعها ليسَ في مكانها العربيّ بينَ قومها، بل في مكانها الإنسانيّ بينَ الأمم، وسوفَ يقف المطفّفين مبلسين لا يقدرون على شيء ممّا بيّتوا وخطّطوا للغةٍ ليسَ لأهلها حقّ فيها أكثر ممّا لهؤلاء المطفّفين لو كانوا يصلحون.

…. كلّ تعريب أو اشتقاق أو ترجمة لا يستضيء بحركة الجدل هذه تنقطع رحمُه الموصولة بأصلهِ، ويصبح غريباً في موطنه بين أهله وعشيرته الأقربين).

هذا المفتاح العبقريّ الذي قدّمه لنا الدكتور عنبر كان طيلة الوقت بينَ أيدينا وعلى ألسنتنا، غير أنّنا بدلَ أن نستخدمه وندير به الأبواب المغلقة خبَطْنا كالمجانين نطرق برؤوسنا أبواب الدجل المرسومة على سدود المعرفة، وقد ساق الدكتور عنبر كمّاً كبيراً من الأمثلة على أنّ كل لفظٍ من ألفاظ اللسان العربيّ المبين إنّما يُفسّرُ بضدّه القائم فيه، فالذي يفسر "ردّ" هو "درّ" والعكس صحيح، وكذلك العلاقة بينَ لفَّ وفَلّ، وبينَ نكرَ وركن، والحقيقة أنّ بحوث الدكتور عنبر في جدليّة الحرف العربيّ القائم على تضاد التشابه، أو تشابه التضاد، والعلاقة بين الثنائي وما يثلّثه متقدّماً أو متأخراً، لهي بحوث تحتاج إلى مخابر علميّةٍ تدرس الحرف العربيّ بنفس الطريقة التي تتمّ فيها دراسة العناصر واحتساب كتلتها وطاقتها وعددها الذريّ وقابليّاتها التفاعليّة، ومعادلات تفاعلاتها مع بقيّة العناصر التي تنتمي إلى الطبائع الأربعة نار وهواء وماء وتراب، ولها جيناتها ومورّثاته وأشباهها المؤتلفة وأضدادها المتعادية وأخلاطها المتباينة، وقد تحدّثنا في سلسلة نهاية الأسرار المحرّمة كيف أن الأبجديّة العربية هي الأبجديّة الوحيدة المتسقة مع الوجود بثمانيةٍ وعشرون حرفاً، تقاسمت ليله ونهاره، ونسجت طبائعه الأربعة بأربع باقات في كلّ منها سبعة أحرفٍ ولكلّ حرفٍ منها عدد يرقمه في أيّ مقرٍّ حلّ فيه ولاحَ بمكنونه، ولولا هذه الحقيقة لما تمكّن الدكتور عنبر من بناء نظريّته وفلسفته الجدليّة، ولمَا رأى كلَّ لفظٍ أمةً واحدة، يلخص بتعاقب حروفه فيه وفي ضدّه حركة الجدل في الوجود.

فلنتدبّر اللفظ "لبث" وفق النظرية الفلسفيّة للدكتور عنبر في منهج الفطرة ورياضيّاتها اللغويّة، لنستخرج بموجبها ضدّه الكامن فيه بقلب حروفه، ليكون الناتج لدينا "ثبل" وهو لفظٌ أهملتهُ معظم المعاجم، وأحمدُ الله أن معجم العين لم يهمله كغيره: (الثّبلة: البقيّة، والبثلة الشهرة وهما حرفان عربيان وجعلت الثبلة بمنزلة الثملة) وأورده المعلّم بطرس البستاني في محيط المحيط: (الثُّبْل أو الثَّبَل: البقيّة في أسفل الإناء وغيره)، وعليه فإنّ مدّة الثبل هي (الخمسين عاماً)، وهي المدّة التي بلّغ بها نوحُ رسالتهُ من أصل الألف سنة التي أمضى بقيّتها في إحدى حالات اللبث التي سبقَ بيانها.   

وقال الباحث زيتون: إذا فالمدّة التي قضاها نوح في تبليغ رسالة ربّه هي خمسون عاماً وليست في التسعمائة وخمسين قطعاً، والحقيقة أيضاً أنّها ليست تسعمائة وخمسين سنةً ولا تسعمائة وخمسين عاماً، ولكي نفقه ما يعني هذا علينا أولاً أن نتدبّر مدلول السنة ومدلول العام من القرآن وما علينا إلاّ أن نسأل ونتساءل ونتفكّر ونتدبّر القول: لماذا لم يأتِ القول (.. ألفَ سنةٍ إلاً خمسين سنةً) ؟! وهل لهما نفس الدلالة ؟!

بالتأكيد لو كان لهما المدلول ذاتهُ فلا ضير في التبديل بينهما، وهذا يبطل الإعجاز القرآني، إذ لكلّ لفظٍ موضعٌ لا يطابقهُ فيه سواه، ولو جازَ لنا أن نستبدلهُ لجاز أن نأتي بمثلهِ، وما اختلف ظاهره اختلف باطنهُ إلاّ الله.

وختم بالقول: ولئن كان بإمكاننا اعتبار حرف السين الشمسي الذي تبدأ به السنة شاهداً على نسبته، وحرف العين القمري الذي يبدأ به العام شاهداً عدلاً، فإنّنا لن نعتبره دليلاً، قبل أن تصهل له خيول الأسئلة في ميدان بحث جديد من عجائب وأسرار لسان الضاد.

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала