هذه الزيارة وإن حملت عناوين عدة إلا أن هدفها الأساس استقطاب أكبر عدد ممكن من أصوات اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية والذي يقدر عددهم بحوالي أربعمائة ألف، لا سيما بعد أن كان مرشح يسار الوسط الفرنسي ايمانويل ماكرون قد سبقها في زيارة لبنان للهدف ذاته.
وفي هذا السياق اعتبر النائب في البرلمان اللبناني فريد الخازن، في حديث خاص لـ"سبوتنيك"، إن زيارة لوبان إلى لبنان تأتي في إطار الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية للمرشحين في فرنسا وخارج فرنسا، وهي من المرشحين البارزين على الساحة الفرنسية.
وأكد الخازن أن هناك إهتمام كبير في فرنسا بموضوع الشرق الأوسط، وبموضوع مسيحيي الشرق، لان هذا الموضوع دخل إلى أجندة عدد من مرشحي الرئاسة الفرنسية في الآونة الأخيرة لا سيما المرشح فرنسوا فيون.
وأوضح أنه لا يمكن التكهن بمن سيفوز في الرئاسة الفرنسية، وأن لدى لبنان وفرنسا علاقات وطيدة استثنائية تاريخيا، ماضيا، وحاضرا.
وأشار إلى أن هناك حرص دولي وإقليمي على لبنان، بعدم زجه في الحروب والنزاعات المسلحة التي شهدها العالم العربي.
وتابع بأن "لبنان متمسك بعلاقات جيدة مع فرنسا، وهناك توافق بين كل الأطراف في لبنان على هذا الامر، وعلى المستوى الدولي لبنان له دور ولكن قراره ليس حاسما، هو بلد الانفتاح وبلد العيش المشترك".
وحول دور فرنسا في مساعدة لبنان بأزمة اللاجئين السوريين قال الخازن "لفرنسا وغيرها من الدول والمجتمع الدولي بشكل عام اهتمامات بملف اللاجئين السوريين، مع العلم أن المجتمع الدولي لا يزال مقصرا بموضوع دعم لبنان بالنسبة لحاجات اللاجئين مقارنة باعدادهم الكبيرة.
ويلعب لبنان دورا هاما في السياسة الداخلية الفرنسية نظرا لوجود جالية لبنانية كبيرة مقيمة في فرنسا، كما أن فرنسا تنظر تاريخيا للبنان على أنه نموذج فريد في الشرق الأوسط من ناحية العيش المشترك بين الطوائف والمذاهب، كون لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي يتولى رئاسة جمهوريته شخصية مسيحية مارونية.