ولفت عون إلى أن مأساة فلسطين التي بدأت مع وعد بلفور بلغت عامها المئة وهي الجرح الأكبر في وجدان العرب وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم اللبناني.
وأضاف: "المقاربة التي تعتمدها إسرائيل منذ نشوئها، في صراعها مع العرب، قد تحقق لها بعض الانتصارات الآنية، ولكنها لا توصل للحل ولا للسلام، وأكد أن الأحادية في العالم سقطت ولا يمكن أن تبنى دولة على آحادية دينية ترفض الآخر وتطرده من أرضه ومن هويته ومن ثقافته".
وأثنى على أهمية دور الرئيس عباس في المحافظة على استقرار المخيمات في لبنان وأن لا تتحوّل بؤراً لمن يبغي استغلال مآسي الشعب الفلسطيني.
بدوره شدّد الرئيس الفلسطيني على أن الفلسطينيين ضيوف في لبنان إلى حين عودتهم المؤكدة إلى وطنهم فلسطين، مؤكدا الحرص على "أن يكونوا بمنأى عن صراعات المنطقة". وأضاف: "نقف ضد الإرهاب ودعونا منذ البداية إلى الحوار البناء، ودعينا إلى صون وحدة الأراضي العربية".
وأكد عباس أن لبنان سيبقى منارة مشعة للحضارة والمعرفة والصمود في بلاد العرب، وقال: "سنظل نحفظ لكم مواقفكم المشرفة تجاه استضافة أبناء شعبنا ونكن لكم وللجمهورية اللبنانية الشقيقة أسمى مشاعر المودة والعرفان".
ولفت إلى أن العملية السياسية لا زالت تراوح مكانها "لأن إسرائيل مصرة على احتلال أرضنا وإبقاء شعبنا في سجن كبير وهذا ما لن نقبله وسنواصل العمل بالطرق السياسية والدبلوماسية لتطبيق قرارات مجلس الأمن".
وقال مصدر فلسطيني لـ"سبوتنيك"، إن زيارة الرئيس الفلسطيني إلى لبنان تكتسب أهمية كبيرة في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تشهدها المنطقة العربية، وهدفها تعزيز العلاقات اللبنانية والفلسطينية وتكثيف التعاون المشترك، وبحث الأوضاع في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بهدف تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين في لبنان، وإبعاد المخيمات عن الخلافات الداخلية.
وتعتبر زيارة الرئيس عباس، الثانية إلى لبنان، وذلك منذ تموز/ يوليو 2013، والأولى لرئيس عربي إلى لبنان بعد انطلاق عهد الرئيس ميشال عون.