وهذه تعتبر المرة الأولى التي ينفذ فيها سلاح الجو العراقي قصفاً لمواقع الإرهابيين خارج حدود البلد، وتمت بالتنسيق الكامل مع الحكومة السورية.
وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري الدكتور أحمد الشريفي لوكالة "سبوتنيك": "مازالت هناك بعض المواقع لـ "داعش" تشكل روافد لتقديم الدعم اللوجستي للتنظيم في العراق، وهذه الروافد تمثل خطرا، وبدأت تحرك مسرح عمليات جديدا في القائم وفي طريبيل، وهذا يدخل في معادلة مهمة حيث يعتبر ذلك تهديد لمنفذ اقتصادي مهم، وبدأ التنظيم بذلك يضرب المعابر والطرق الاستراتيجية رغبة منه في ضرب اقتصاد العراق، وهذا الموضوع يحتاج إلى رد فعل سريع، وكانت الضربة انطلاقا من هذا الموضوع، وتمت الضربة بتنسيق مع الحكومة السورية لهذه الخلايا غير المنظورة التي تهدد الداخل العراقي. الضربة تمت بجهد استخباري عراقي، وإن تم بالتنسيق مع سوريا، وهذا يعكس تنامي القدرات الجوية العراقية في ظل انهماك تلك القوة في التصدي "لداعش" داخل العراق".
وأضاف الشيريفي "هناك توقع في استمرار العراق في محاربة الإرهاب حتى في سوريا، ويتوقع حتى الأردن سوف تشارك في ذلك، حيث أن الحدود الأردنية بدأت الاقتراب من مصطلح الحدود الساخنة، وبالتالي يستلزم من دول الجوار التعاون والتنسيق في حرب الإرهاب".
وفي ذلك يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد علي مقصود، لوكالة "سبوتنيك": "إن ما تسمى بالمعارضة السورية المعتدلة لا ترضيها الضربات الجوية العراقية داخل الحدود السورية، كونها قوى مهزومة من الأساس، وبالتالي عندما تتبلور الصورة الحقيقية للعملية الحاسمة عبر التنسيق بين الجيش العراقي والجيش السوري، إضافة إلى ضربات الطيران الروسي ضد "الدواعش"، كله يأتي في السياق الذي يتحرك على إيقاع تقدم الجيش العراقي ومعه الحشد الشعبي والذي قطع الطريق بين الرقة ودير الزور، إذن هذه العملية تقدم عنوانا بأن معركة فكي الكماشة المفصلية لتحرير الموصل، وهي آخر المدن العراقية والتي بتحريرها يعني المحافظة على وحدة العراق وأيضا تعني تحرير الرقة ومدن أخرى، كون مسرح العمليات مشترك بين العراق وسوريا، وهذه الضربات مقدمة لبدء عملية مشتركة لتدمير "الدواعش"، ولذلك المعارضة السورية لم يتبق لها سوى المواقف الدعائية، وأنهم يرفضون قيام العراق بقصف "الدواعش" في سوريا لأنهم جزء من هذه المنظومة الإرهابية".