تناقش الحلقة تواصل الأزمة السياسية في ليبيا، التي تعاني من أزمة سياسية حادة منذ عام 2011، وانفلات أمني وانتشار للسلاح دون أن تلوح في الأفق القريب مؤشرات الوصول إلى حلول لها في ظل الخلافات الداخلية بين الأطراف التي تتنازع السلطة.
وقد تعددت المبادارات السياسية في محاولة لتلمس حلا يبدو صعبا في ظل خلافات بين أطراف الأزمة بالداخل. وتسعى دول الجوار لوضع حد للأزمة الليبية التي تتفاقم بشكل يومي وتنعكس سلبا على المنطقة في محاولة لإقناع الأطراف المتنازعة الجلوس حول طاولة الحوار.
وسبق أن أعلن وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس عن مبادئ عامة لحل الأزمة بليبيا، تتمثل في التمسك بالحوار كمخرج وحيد، ورفض الحل العسكري والتدخل الخارجي في ليبيا بأي شكل من الأشكال، والتعهد بمواصلة الجهود للتوصل إلى تعديلات توافقية على اتفاق الصخيرات، إلا أنها لم تجد أصداء كافية لدى الفرقاء ولم تنضج رغبة حقيقية لديهم للحل.
وفي هذا السياق طرح عوض البرعصي، نائب رئيس الوزراء، وزير الكهرباء الليبي السابق، مبادرة أوضح أنها تهدف إلى إنهاء الحرب والصراع في البلاد من خلال دفع الأطراف المتنازعة للجلوس معا لمناقشة قضايا الاختلاف التاريخية والحديثة وصولا إلى اتفاقية سلام ترسي الاستقرار وتؤسس للتعايش بين الجميع دون إقصاء.
يقول الخبير في الشأن الليبي محمد العبيدي، إن الفشل في التوصل إلى تسوية سياسية سيبقى قائماً طالما بقيت سيادة الدولة مسلوبة — حسب تعبيره.
وفي حديثه لبرنامج "بانوراما" رأى العبيدي أن "إدارة الصراع في ليبيا بنيت على نظرية تحقيق الانقسام والمعالجة بالتوافق، بمعنى أنه لن يكون في ليبيا حل للأزمة بهذه الطريقة.
ورداً على سؤال قال العبيدي إن "حكومة السراج والمجلس السياسي هما جسمان انبثقا عن اتفاق سياسي ولا يشكلان رأسا من رؤوس التوافق، كما هو الحال بالنسبة للمؤتمر الوطني وما نتج عنه في المنطقة الغربية، والبرلمان المنتخب في المنطقة الشرقية، فيما لا يشكل المجلس الرئاسي رأسا ثالثة، وميزته أنه مدعوم من الخارج، وقوة الدعم الخارجي هي الورقة التي يستخدمها في الحوار، رغم أنه لا يملك أية قوة على الأرض".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني