ولفت البرغوثي، خلال حلقة البعد الآخر على أثير "سبوتنيك"، إلى أن إدارة ترامب تتعرض لضغوط من لوبي إسرائيلي موجود بقوة داخل هذه الإدارة "وترامب أدرك أن هناك أبعاداً عميقة ومخاطر حقيقية من نقل السفارة لذلك هناك حالة من التردد لم تحسم إلى هذه اللحظة".
وأكد البرغوثي أن كل رئيس أمريكي كان يعلن في حملته الانتخابية عن نيته نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والكونغرس الأمريكي اتخذ أكثر من قرار في السابق بنقل السفارة، وكان كل رئيس يقوم بتعطيل هذا القرار لإدراكه بخطورة هذا الأمر.
وأضاف: كاد أن يفعلها ترامب، ولكنه شعر وتم إخباره من أجهزته الأمنية بأن ذلك سيؤدي إلى انفجار عارم في المنطقة، وبالتالي هم يحسبون التكاليف بمعنى إن كانت ردود الأفعال ضعيفة على هذا المخطط سيقدمون على هذه الخطوة ولكن إن كان هناك حملة فلسطينية وعربية قوية سيتراجعون عن هذه الخطوة لأن الجانب الفلسطيني مطالب باتخاذ خطوات جريئة وقوية رداً، خصوصاً على التوسع الاستيطاني الذي تقوم به إسرائيل وعلى رأس هذه الخطوات القيام بالإحالة إلى محكمة الجنايات الدولية.
وطالب البرغوثي الدول الأوروبية التي وعدت مراراً بالاعتراف بفلسطين، أن تعترف بها إن كانت فعلاً تدعم ما تسميه حل الدولتين. وأشار إلى أن ما يحسم الأمور في نهاية المطاف هو تغيير ميزان القوى على الأرض "وهذا لن يتحقق إلا بثلاث وسائل وهي المقاومة الشعبية وتصعيد حركة المقاطعة ضد إسرائيل وإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني".
من جهته قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية أحمد رفيق عوض في حديثه لـ"سبوتنك": حتى اللحظة، يقال إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بات قريباً، وإن كان ينطوي في داخله على الكثير من الإضرار بمصالح أمريكا ودورها وأخلاقياتها وتاريخها السياسي القريب وليس البعيد، وحتى لو كانت هذه الخطوة تقابل بالصمت من الجميع إلا أنه لا يعني القبول بها لأنها ستؤجج الصراعات في المنطقة، وهي خطوة تفتقر كثيراً للحكمة وتعلن عن الصدام والمواجهة والإضرار بمصالح الجميع.
وأكد عوض أن الاتحاد الأوروبي يمكنه بعد أن طالبه ترامب بالدفاع عن نفسه بما يعني تخليه عنه. وعليه فإنه من الممكن أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارات تضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن هذه الخطوة.
وأشار عوض إلى عمق وقوة العلاقة بين الحزب الجمهوري وبين حزب الليكود حتى من أيام الرئيس كارتر. وكل حزب يعمل لحساب الآخر في منطقته، فالحزب الجمهوري يعمل لحساب الليكود في إسرائيل والليكود يعمل من أجل الجمهوريين في أمريكا، لذلك على العرب وعلى السلطة الفلسطينية أن يتحركوا قبل فوات الأوان.