تقع القلعة في مدينة بعلبك التي تعتبر من أهم المدن السياحية في لبنان والعالم، نظراً لإحتوائها على معابد وآثار رومانية ترجع لآلاف السنين.
أنشأها الفينيقيون في أوائل العام 2000 قبل الميلاد، فبنوا فيها أول هيكل لعبادة إله الشمس، "بعل"، ومن هنا حصلت المدينة على اسمها، واحتلها الإغريق في عام 331 قبل الميلاد، حيث غيروا اسمها إلى "هيليوبوليس" أو "مدينة الشمس"، ومن ثم وقعت بعلبك تحت السيطرة الرومانية في القرن السادس قبل الميلاد.
تتألف القلعة من "الدكة"، "الرواق المقدم"،"البهو المسدس"، "الساحة الكبيرة"، "المذبح والبرج"،"معبد جوبيتر"، "معبد باخوس"، "متحف هياكل بعلبك"،"مسجد إبراهيم"،" القلعة العربيّة".
تعمل بلدية بعلبك على تحسين المرافق العامة في المدينة وإجراء الترميمات اللازمة داخل القلعة تحضيرا لموسم السياحة في الصيف المقبل.
وبهذا السياق أعلن رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس في مقابلة خاصة مع "سبوتنيك"، أن بعلبك مدينة سياحية عالمية وبالتالي من أدنى واجبات البلدية أن تقوم ببناء بنية تحتية وتجميل للشوارع والأحياء لتكون هذه المدينة تليق بكونها مدينة سياحية عالمية وتستقطب السائحين من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح اللقيس أن عدد زوار القلعة يرتفع وينخفض حسب الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وحسب الوضع السياسي في لبنان، وأن زوار مدينة بعلبك هم سياح أجانب من أوروبا وأمريكا وروسيا ومن كافة أنحاء العالم، وعدد السياح العرب الذين يزورون قلعة بعلبك قليل، بيد أن السياحة الدينية في مدينة بعلبك نشطة جداً نظراً لوجود مقام السيدة "خولة"، من العراق، الكويت، البحرين وغيرها من الدول العربية.
وحول انطلاق عمليات ترميم القلعة والمعلومات التي تشير إلى تضرر الهياكل من العملية، قال اللقيس: "تم ترميم الجزء الأول من هياكل قلعة بعلبك، شملت معبد باخوس وفينوس، وصدرت بعض الملاحظات على تنفيذ الأعمال نتيجة التقارير الذي وضعته منظمة اليونسكو، التي هي حريصة على الأماكن التراثية، هذه الملاحظات بمكانها ويجب تلافيها، أي عمل لا ينفذ مئة بالمئة، 90% كانت العملية سليمة و 10% أخطاء".
وتابع قائلا "نسبة الخطأ هذه من ضمن المعايير المسموحة عالمياً، إنما بالمرحلة الثانية وقبل البدء بعملية الترميم والتي ستبدأ قريباً من قبل شركة إيطالية ممولة من وكالة التنمية الإيطالية، كان هناك اعتصام حضاري من قبل هيئات المجتمع المدني في مدينة بعلبك للتأكيد على المنفذين في المرحلة الثانية الأخذ بعين الاعتبار والانتباه وتلافي الملاحظات التي وردت بتقرير اليونسكو عن الأعمال التي نفذت في المرحلة الأولى".
وأكد اللقيس أن هناك متابعة دقيقة لعملية الترميم التي ستستغرق حوالي السنة، من قبل مستشارين وفنيين من بلدية بعلبك ومن وزارة الثقافة ومن وزارة السياحة، لتلافي الأخطاء التي حصلت وغير المقصودة، ونحن لا نقبل أي خطأ مهما كان حجمه أن يحصل في الهياكل أثناء عملية الترميم.
وتابع قائلاً "إنما اللافت هو أن هناك أضرار وتشققات ببعض الصخور في معبد باخوس ناتجة عن العوامل الطبيعية عبر آلاف السنين، لما أزيلت هذه الطبقة من الغبار نتيجة العوامل الطبيعية أو الإنسانية ظهرت هذه الأضرار للعيان، وليس بفضل عملية الترميم".
وأشار إلى أن الدولة مقصرة بشكل فاضح بحق مدينة بعلبك على جميع الصعد، والذي إذا تم استثمارها ستعود بالفائدة الاقتصادية على صعيد لبنان كله، ومن أدنى واجبات الدولة أن تحفظ الأمن في بعلبك تشجيعاً للسياحة.
وتوقع اللقيس أن يكون موسم الصيف هذا العام أفضل من السنة الماضية، "السنة الماضية كانت ممتازة، عدد كبير من الزوار كان في المدينة، وعلى مدار شهر لم يحدث أي خلل أمني، ونتوقع نتيجة الاستقرار السياسي هذه السنة بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، وتشكيل حكومة، وانفتاح لبنان تجاه العالم العربي والغربي، أن يكون العام المقبل سياحياً أفضل".
تشكل بعلبك أحد أهم دعائم السياحة اللبنانية، حيث تقام فيها مهرجانات بعلبك الدولية سنوياً، وتجذب العدد الأكبر من السياح العرب والأجانب، حيث أنها تستقطب أهم الأعمال المسرحية والموسيقية، وأبرز الفنانين العرب والأجانب.
وفي هذا الإطار، قال اللقيس"المهرجانات لهذه السنة في طور التحضير، وهناك العديد من النشاطات الثقافية في القلعة، ومؤخراً كان هناك معرض "الصدى الصامت" الذي استمر لمدة شهر، استقطب عددا كبيرا من الزوار الأجانب بالتحديد، لأنه عبارة عن مزج ما بين فن النحت الحديث وفن النحت القديم جداً، ليرى المشاهد الفرق ما بين الفنين، البلدية أقامت توأمة مع عدة دول أوروبية، ولدينا توأمة مع إحدى المدن الروسية، ونحن بصدد التحضير لزيارات ولقاءات في المدى القريب".
وأخيراً زائر مدينة الشمس عليه تذوق مأكولاتها المتنوعة التي تشتهر بها ولعل أبرزها الصفيحة البعلبكية، خبز التنور، المشاوي، الكبة.