بعد حوالي 6 سنوات من الصراع في سوريا، الذي لعبت فيه تركيا دور الخصم للحكومة السورية ها هي اليوم تقطع مياه نهر الفرات الذي يعتبر أهم مصدر رئيسي للمياه في شمال سوريا.
وذكر موقع "آريت سير أنفو" الفرنسي أن قطع المياه تم بتاريخ 23 شباط/ فبراير الماضي الأمر الذي انعكس سلباً وأدى إلى توقف عنفات التوليد المائية في سد "تشرين" إضافة إلى انخفاض كبير في مستوى احتياطيات المياه هناك.
علماً أن سد "تشرين" يقوم بتأمين حصة واسعة من مياه وكهرباء المنطقة الشمالية مثل مدينة منبج وبعض أجزاء من مدينة عين العرب المعروفة بـ"كوباني" التي تقطنها غالبية كردية.
وعلى امتداد الوادي يوجد أيضاً سد "الفرات" الذي يحتجر خلفه بحيرة "الأسد" التي تزّود مدينة حلب بالجزء الأكبر من التيار الكهربائي ومياه الشرب. إضافة إلى أهميتها في تأمين مياه الري لما مساحته 640 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.
وليست هذه المرة الأولى التي تقطع فيها تركيا مياه الفرات عن سوريا وتحرم السوريين من مياهه وذلك في سبيل تحصيل المكاسب السياسية في المنطقة. وقد قامت في أيار/ مايو 2014 بقطع المياه، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستوى منسوب بحيرة "الأسد" إلى نحو 20 قدم، وذلك في خطوة وصفت بالتحضير لما يشبه إبادة جماعية عبر الجفاف، ناهيك عن التهديد الذي يلحق بالمواطنين العراقيين أيضاً. والتجمعات السكانية الرئيسية مثل الموصل التي تعتمد بشكل واسع على مياه الفرات. الأمر الذي سيضعهم في مواجهة العواقب الوخيمة في حال استمرار هذا القطع الجائر للمياه.