بيروت — سبوتنيك
وقالت مصادر ميدانية لبنانية وفلسطينية لمراسل "سبوتنيك" إن "حوادث اليوم بدأت بإشكال فردي، بين فلسطينيين ولبنانيين من عائلة جعفر، سرعان ما تطور إلى اشتباكات بالبنادق الرشاشة والقذائف الصاروخية".
وأكدت المصادر الفلسطينية واللبنانية، أن لا خلفية سياسية للاشتباكات، لكنها لفتت إلى خطورة ما حدث اليوم، باعتبار أن تلك المرة الأولى التي يشهد فيها مخيم برج البراجنة أعمال عنف على هذا المستوى منذ 30 عاماً.
وبحسب ما أفاد مراسل "سبوتنيك" المتواجد في محيط منطقة الاشتباكات، فإن حالة من الذعر سجلت في صفوف المدنيين، خصوصاً بعد اتساع رقعة المواجهات المسلحة بين الطرفين اللبناني والفلسطيني إلى أطراف برج البراجنة، ما دفع بالعشرات الى النزوح مؤقتاً إلى مناطق أكثر أمناً سواء داخل المخيم أو خارجه.
كما سجل مراسل "سبوتنيك" احتراق عدد من المنازل والسيارات، فيما قال مصدر طبي داخل المخيم إن شخصاً قتل وأصيب ثلاثة، بينهم صحافي ومسؤول في حركة "حماس".
وبعد ساعة على بدء الاشتباكات، التي بدأت بعد الظهر، تدخل الجيش اللبناني، الذي استقدم تعزيزات الى برج البراجنة، وقام بالرد على مصادر النيران.
وأجبر اتساع الاشتباكات الجيش اللبناني على قطع نزلة مسجد الرسول الأعظم وصولاً إلى ساحة عين السكة في قلب برج البراجنة، في حين شهدت الأحياء الداخلية في منطقة الاشتباكات استنفارا للمسلحين.
وبحلول المساء، تحدثت مصادر فلسطينية ولبنانية داخل المخيم عن التوصل إلى اتفاق على وقف اطلاق النار.
وعلمت "سبوتنيك" من مصدر فلسطيني رفيع المستوى إن "إتصالات جرت بين الفصائل الفلسطينية في داخل المخيم وقياديين في حركة أمل وحزب الله من أجل التهدئة وسحب المسلحين من الشارع".
وأضاف المصدر أن "قوى التحالف الفلسطيني نشرت مسلحين في كامل ارجاء مخيم برج البراجنة، لضبط الأمن ونزع فتيل المعارك".
وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً حول هذه الأحداث جاء فيه: "إثر الإشكال الذي حصل بعد ظهر اليوم في محلة برج البراجنة — عين السكة وتطوره إلى إطلاق نار بين مسلحين وسقوط عدد من الإصابات، تدخلت قوة من الجيش وعملت على إعادة فرض الأمن، فيما تستمر قوى الجيش في البحث عن مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص".
من جهتها، أصدرت الفصائل الفلسطينية في لبنان بياناً أكدت فيه أن "الأحداث المؤسفة التي جرت، اليوم الجمعة، في مخيم برج البراجنة والجوار و التي أدت إلى إصابات وأضرار، هي حدث فردي تطور إلى خلاف واشتباك بين عائلتين من المخيم والجوار، وليس لها أي بعد سياسي أو حزبي".
وأدانت الفصائل الفلسطينية هذه الأحداث، مؤكدة استمرار "التنسيق مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية والأحزاب اللبنانية، وفعاليات المخيم والمنطقة من أجل تثبيت الأمن والاستقرار ومحاسبة المخلين بالأمن والنظام".