كما هو المعتاد، لا سيما تكون سوريا في غمار أي حراك سياسي بهدف التوصل إلى تسوية، تأتي التفجيرات بكافة أشكالها لتقتل المدنيين وتضغف الآمال بإحداث أي خرق في المشهد السياسي والأمين والعسكري المعقد أصلاً ، مع دخول الأزمة السورية عامها السابع، وتعثر الجهود الديبلوماسية للتوصل الى تسوية سياسية للحرب المدمرة.
ويتزامن الفعل الإرهابي المروع مع انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات السورية في أستانا تحت رعاية روسيا وايران حليفتي دمشق — من جهة، وتركيا الداعمة للمعارضة — من جهة أخرى، وذلك دون إحراز تقدم ملموس فيما غابت عنها فصائل المعارضة احتجاجا على ما اعتبرته عدم تثبيت وقف اطلاق النار في البلاد.
ولنقاش هذا الموضوع استضاف برنامج "بانوراما" ميس كريدي- المتحدثة باسم الجبهة السورية الديمقراطية المعارضة، التي اعتبرت في حديثها أن "تفجيرات دمشق هي جريمة إرهابية لا يمكن توصيفها ضمن أي سياق سياسي أو أي نسق معارض".
وقالت كريدي إن "داعش على الأرجح وراء هذا التفجير وهو يلقى غطاءاً من المعارضات المسلحة أو تلك الموجودة في الرياض، سواء كان ذلك بعلمها أو بدونه، لكنها تعطي الشرعية لهذا التنظيم الإرهابي".
وحول الجولة الثالثة من الحوار السوري في أستانا، اعتبرت كريدي "ان رئيس وفد "المعارضة السورية المسلحة" محمد علوش مطلوب منه أن يتصدر مشهدا سياسيا في الخارج، وينفذ أجندة مطلوب أن ينطق باسمها ويلقي برسائل مكلف من قبل أجهزة استخبارات إقليمية ودولية موجودة في المحور المضاد لروسيا وإيران وسوريا".
وأضافت أن هناك "قوى تريد أن تعطل المسار السياسي لأنه لا مصلحة لها في الحل، وأن سوريا هي ساحة الصراع الذي يجب أن يدفن فيه الإرهاب، وإلا ستتحول إلى بوابة عبور عبر المطارات التركية إلى كل بلدان العالم".
وتابعت أن "سوريا تقدم خدمة كبيرة للعالم الغربي بمكافحة الإرهاب كي لا يبقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلوح بعصا تمرير هذا الإرهاب لابتزاز الغرب".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني