وعلى الرغم من أن المناظرة لم تعط بالنتيجة حظا لأي من الأطراف، لكن الاستطلاعات تعطي مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبين التفوق في الدور الأول من الانتخابات، لكن من الممكن أن تقصَى في الدور الثاني أمام الوسطي إمانويل ماكرون، المتقارب معها في الحظوظ، أو اليساري الراديكالي جان لوك ميلونشون.
أما المرشَّح اليميني فرانسوا فيون يأتي في الاستطلاعات في المرتبة الثالثة بعد لوبين وماكرون، وذلك بعد تأثير قضية فضائح الفساد التي فجرتها وسائل الإعلام خلال الأسابيع الأخيرة والتي لم تنجح في دفعه إلى التخلي عن الترشح.
أما الاشتراكي بونوا آمون، فقد ركَّز انتقاداته على إمانويل ماكرون الذي يستقطب مزيدا من الدعم لدى اليمين واليسار على حد سواء، بما في ذلك داخل الحزب الاشتراكي، أي حزب آمون ذاته. ودعا آمون إلى المزيد من الانخراط في التكتل الأوروبي عكس اليساري الراديكالي جان لوك ميلونشون المنتقِد للعديد من الاتفاقيات الأوروبية والداعي إلى الانسحاب من الحلف الأطلسي.
المناظرة كانت خالية من الضربات القاضية واكتفى المتنافسون بتسجيل نقاط دون فوارق هامة في انتظار المرحلة اللاحقة من الحملة الانتخابية لاستحقاقٍ يجري في دورتيْن، أولها في 23 أبريل/نيسان، والثانية في 7 مايو/أيار، والذي يخشى فيه ارتفاع نسبة المقاطعين للانتخابات.
وقال فيون: "سياسة فرنسا في معركتها ضد "داعش" فشلت، فسحنا المجال بشكل مطلق لروسيا وإيران، في الوقت الذي يمكننا فيه أن نشن هذه المعركة جنبا إلى جنب مع هذين البلدين".
ووفقا لفيون، فإن فرنسا وحدها لا تستطيع حل المشاكل الدولية الحادة، وتابع قائلا، "نحن لسنا قادرين على التدخل في كل القضايا، ولم يحصل من جانبنا وأن تدخلنا بشكل كبير كما هو الحال في عهد فرانسوا هولاند، يجب على فرنسا أن تحدد أولوياتها، وتتقاسم العمل مع جيرانها الأوروبيين".
وهذه أول مناظرة تلفزيونية مهمة، بين خمسة مرشحين أساسيين للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة دورتها الأولى في 23 أبريل/نيسان المقبل، ولم يشارك في المناظرة المرشحون الستة الآخرون نظرا لعدم حصولهم سوى على عدد ضئيل من نسبة التصويت.