سبوتنيك: كيف تقدرون الوضع السياسي الداخلي في أفغانستان اليوم؟
لا توجد في أفغانستان لا أمطار غزيرة، ولا رياح شديدة ولكن العاصفة تضرب البلاد من داخلها. وطبعا، يحلم جيل الشباب حول المستقبل المشرق وحول السلام. وتستمر الحروب حتى يومنا هذا. ونشعر بالرعب إزاء مشاركة جيراننا والدول الواقعة بعيدا عن بلادنا في هذه الحرب. ولا شك، نعلل نفسنا بالآمال بأن بلادنا سيستطيع تحقيق السلام والهدوء والأمن بمساعدة المجتمع الدولي. كما ستتم إعادة بناء البنية التحتية الاقتصادية. ومن الممكن تحقيق ذلك آخذا بعين الاعتبار مصالح دول المنطقة ومنها روسيا التي كنا نتعاون معها خلال فترة الاتحاد السوفيتي وما زلنا أن نتعاون الآن.
سبوتنيك: لقد شغلتم منصبكم مؤخرا. ما هي الأهداف التي تسعون لتحقيقها؟
هدف سفارة جمهورية أفغانستان الإسلامية وهدفي أيضا هو تعزيز العلاقات مع روسيا الاتحادية والتخلي عن بعض نقاط عدم التفاهم والإشاعات التي ظهرت خلال 14-15 عاما الأخيرة. ومن الضروري إنشاء القاعدة الجيدة لتطوير التجارة وإعادة تطوير اقتصاد أفغانستان. وتستطيع روسيا أن تلعب هنا دورا كبيرا. وللأسف، تغير الوضع في أفغانستان كثيرا على مدى 10 سنوات الأخيرة. ولكن روسيا مهتم على الرغم كل شيء ببناء العلاقات الودية والمتينة مع أفغانستان. ونحن منفتحون لهذا الحوار. وسأبذل قصارى جهدي لكي يزداد اهتمام روسيا بإعادة بناء الاقتصاد الأفغاني ولكي تكون مهتمة بالاستثمار في هذا المجال.
سبوتنيك: كيف تقدر وزارة الخارجية الأفغانية قسط روسيا في التسوية الأفغانية؟
روسيا اليوم هي ليست تلك روسيا التي كنا عرفناها من خلال تاريخ العلاقات الثنائية لبلدينا. وتعتبر روسيا نفسها مسؤولة عن توفير الأمن والاستقرار ووقف الحرب في أفغانستان. وتعتبر روسيا من الدول الأكثر تطورا في المجال العسكري والاقتصادي. ولم نستغرب لما جرت في موسكو في فبراير/شباط الماضي اللقاء الثلاثي بمشاركة باكستان والصين حول التسوية الأفغانية. ولكن التسوية الدولية للأزمة الأفغانية تكن في أن روسيا والدول الأخرى تعتبر الطلبان بأنهم إرهابيون. حصل ذلك منذ زمن بعيد. وكانت روسيا قد أعلنت رسميا حركة "طالبان" إرهابية عام 2003. ولكا تجري اتصالات سلطاتنا مع الممثلين عن طالبان، فترى موسكو في ذلك تهديدا للسلطة الشرعية في كابل وتخاف موسكو من سيطرة الإسلاميين على السلطة في كابل. ومن هنا، تظهر الصعوبات والتناقضات. ومن الطبيعي أن روسيا تعلن أنها لن تقدم أي مساعدة لحركة طالبان، كما كان من قبل أيضا. وليس من الضروري التفكير في أننا نسعى للحوار مع الطالبان خلافا لمصالح شركائنا الأجانب. والسؤال الأهم بالنسبة لبلادنا اليوم هو مصير الحكومة الحالية التي اختارها الشعب الأفغاني وتعمل وفق مصالح الشعب الأفغاني. وإذا أجرينا مقارنة بين دستور أفغانستان ودساتير بعض الدول المجاورة، فسيتبين أنه فريد من نوعه ومتعدد الجوانب وعادل حيث تأخذ بعين الاعتبار حقوق جميع القوميات التي تعيش في أفغانستان.
سبوتنيك: كيف ترون آلية إجراء المحادثات مع المعارضة المسلحة؟
طبعا، نرحب بجميع المبادرات لشركائنا الأجانب الهادفة إلى إعادة السلام والاستقرار في بلادنا. ولكن يجب على هذه العمليات ألا تجري من وراء ظهر الحكومة الأفغانية أي أنه لا بد من السلطة المركزية أن تكون في علم جميع المباحثات التي سيقرر إجراءها أي حد مع طالبان. ومن الأفضل أن تجري هذه المباحثات داخل أفغانستان الأمر الذي سيساعد على عدم اعتبار طالبان بأنهم سيستطيعون ممارسة الضغط على الحكومة الأفغانية عن طريق التأثير على حكومات الدول المجاورة. وتعد جمهورية أفغانستان الإسلامية دولة مستقلة يتصل فيها الشعب بشكل مباشر مع حكومته. ومن الطبيعي أنها لا تقبل لا طالبان وأي إرهابيين آخرين الذي يحصلون على دعم من الدول والقوى التي تتبع في أفغانستان مصالحها الاستراتيجية الخاصة بها. وفي حال توقف هذا الدعم، فسيضطر الطالبان بالاستسلام وبدء الحوار البناء. وفي هذه الحالة، الحكومة الأفغانية مستعدة لقبولهم واتخاذ القرار بشأن مستقبلهم: عرضهم على المحاكمة أو الإفراج عنهم وفق رغبة الشعب ودستور البلاد.