يقول وزير الخارجية اللبناني السابق عدنان منصور، في حديث لإذاعتنا، إن ما جرى من عمل إرهابي في لندن، هو عمل مدان بكل تأكيد وبكل قوة، وهو جزء من إرهاب عالمي يضرب دول عديدة في العالم ولا سيما يضرب دول المنطقة المشرقية. سبق وكنا قد حذرنا مرارا، وكنا نقول إن الإرهاب يجب أن يجتث من جذوره في البلدان التي بدأ يضربها، سواء في سوريا أو العراق واليمن ومصر أو غيرها. هذا الإرهاب لا يعرف حدودا أو لايتوقف عند دولة من الدول، شاهدناه كيف تمدد من أفغانستان إلى باكستان وبلوشستان وإلى إيران، ومن ثم تمدد إلى سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر مرورا بتونس والجزائر. هذا الإرهاب لايقتصر على مكان ما، لذلك المجهود الدولي يجب أن يصب في إطار واحد وهو القضاء على الإرهاب، وفي هذا الإطار تظهر الأسئلة التالية: من مول هذا الإرهاب؟ ومن زوده بالسلاح؟ ومن قدم له الدعم المادي واللوجيستي؟ يجب أن تطرح هذه الأسئلة باستمرار.
يقول الصحفي والمحلل السياسي والخبير في شؤون الحركات الإسلامية محمد أبو العينين في حديث لإذاعتنا، إن القوى الغربية تتحمل بقدر كبير مسؤولية انتشار ودعم الجماعات المسلحة التي تقاتل في المنطقة العربية، التي صمتت وتواطأت مع بعض الأنظمة العربية وسمحت لمثل هذه التنظيمات أن تُمد وتزود بالأسلحة، وبأن يكون لها مناطق ونفوذ تحت حماية القوى المتحالفة مع الغرب في المنطقة ، ولكن الحرب تشن اليوم على الشعب السوري وعلى إرادة الشعب السوري وعلى مقومات الشعب السوري وكانت ضحيتها معظم المنطقة العربية.
القوى الغربية تستخدم موضوع وقضية الإرهاب ومواجهة الجماعات الإسلامية باعتبارها أحد وسائل تحقيق المكاسب السياسية، ولم تتصد بشكل جدي وكاف لمواجهة هذه الظاهرة. ولا تتعاطى مع هذه الظاهرة إلا على أساس البراغماتيا والنفعية.
تجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلام تابعة لـ"داعش" أعلنت تبني التنظيم للهجوم الإرهابي في محيط البرلمان البريطاني الذي راح ضحيته 3 أشخاص بالإضافة إلى المهاجم.
ووصف "داعش" منفذ هجوم لندن بأنه جندي من "جنود الدولة الإسلامية"، ووصف العملية بأنها جاءت استجابة لدعوة التنظيم إلى استهداف المدنيين في الدول الأعضاء في التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ولم تكشف لندن حتى الآن عن هوية المهاجم، الذي قضى برصاص الشرطة بعد أن دهس العشرات بسيارته وطعن شرطيا من حراس البرلمان. لكن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أكدت أنه مولود في المملكة المتحدة ويحمل جنسية بريطانية.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي