33 مدنيا، هم عدد ضحايا الإنزال العسكري البري لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة،، واعتراف البنتاغون بأن العملية تمت بالخطأ، متمما 220 مدنيا على الأقل.
الغريب في الأمر أن القصف كان على مدرسة كانت تؤوي نحو 50 أسرة من النازحين قرب بلدة المنصورة التي يسيطر عليها مسلحو التنظيم الإرهابي، جنوب المنصورة، في محافظة الرقة الشمالية.
فكلمة الخطأ غير مقبولة من الجانب السوري في التفسير الأمريكي ورؤية ذلك تحتمل أحد أمرين أولهما الاهمال المعلوماتي والقصور من الجانب الأمريكي أو التعمد في قتل مدنيين لتوريط جهات معينة فلماذا الرقة تحديدا؟ ولماذا تعرقل جهات معينة تقدم الجيش السوري فيها وما الأبعاد السياسية التي دفعت تلك الجهات إلى انتهاج سياسة المماطلة لضمان الحفاظ على الرمق الداعشي الأخير في سوريا.
في هذا الإطار، قال الخبير العسكري، العميد محمد عيسى، لبرنامج "ملفات ساخنة" على أثير إذاعة "سبوتنيك"، إن الولايات المتحدة الأمريكية تتبع استراتيجية في القتل بهذا الهجوم على مدنيين، بل هو منهج قتل في الحرب الأمريكية، وهذه طريقة الجندي الأمريكي وما يتدرب عليه الجندي الأمريكي، بدون أي أخلاق، وهي من أهم مقدمات العمل العسكري الأمريكي، فعليك أن تخلع مشاعرك قبل تنضم إلى الجيش الأمريكي.
وتساءل عيسى عن كيفية انسحاب عناصر التنظيم الإرهابي "داعش" أمام 50 جنديا أمريكيا، دون مقتل أو إصابة أي جندي، وأيضا يسيطرون على المنطقة، إذا هذا جاء بالإيعاز الأمريكي، مشيرا أن العمليات العسكرية تجري بتمثيلية أمريكية على أساس أن الجندي الأمريكي ينتصر بمفرده أمام أي أعداد.
وقال إن أمريكا يريد استثمار عامل أو عنصر محلي هو العنصر الكردي، بعد التحالف الروسي السوري، فأصبح التركيز على التحالف مع الأكراد للسيطرة على القسم الشرقي من سوريا، والغاية منها إقامة دولة كردية، لتمرير خط الغاز القطري السعودي إلى تركيا.
وعلق الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد علي مقصود، أن حجز مدينة الرقة أن أمريكا هي من سيحارب الإرهاب، يأتي في إطار المشروع الذي استثمرت في أمريكا تحت عنوان محاربة الإرهاب، والذي يأتي في إطار استراتيجية أمريكا في تدمير الدول السيادية والوطنية وتقسيمها، وعندما تفشل المجموعات التابعة لها، تبدأ في التدخل تحت عنوان محاربة الإرهاب.
وأشار أنه بعد طلب الشرعية السورية من روسيا التدخل في الأرض السورية وأصبح لها حضورا كبيرا وقويا، لا تستطيع أمريكا إلا عبر المناورة والخداع تحت عناوين " أنها بالخطأ"، لكنها في الحقيقة ترسي وترسم خطوطا حمراء في هذه المناطق كي يكون لها دورا محوريا ومركزيا في صياغة خارطة المنطقة عبر الأزمة السورية، فهي بذلك لا تريد لـ"داعش" أن يخلي أي مناطق متواجدة فيها.