تناقش الحلقة نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى واشنطن والمباحثات التي أجراها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهي الأولى من نوعها منذ تولى الأخير الرئاسة.
ووفق مراقبين تأتي زيارة العبادي إلى واشنطن في ظرف يشهد توتراً جديداً بين واشنطن وطهران، حيث يجد العبادي نفسه محاصرأ بين مطلب أميركي صريح بأنّ يحدّ من النفوذ الإيراني في بلاده- من جهة، ومن جهة أخرى وجود شركاء له في الحكم من أحزاب وقوى تعتبر العلاقات مع إيران قضية استراتيجية غير قابلة للنقاش.
ويرتبط العراق بعلاقات مهمة مع واشنطن التي أسقطت عبر الحرب نظام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين، وفي نفس الوقت يحتاج إلى مزيد من الدعم الأميركي لاستكمال المعارك مع تنظيم "داعش"، والتي بلغت منعطف الحسم في معركة الموصل التي تشارك فيها الولايات المتحدة بغطاء جوي كبير وبخبراء على الأرض يشاركون في تخطيط المعارك وتوجيهها.
الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية أمير الساعدي اعتبر أن عملية إعادة رسم خريطة التوازن في المنطقة تجري الآن وفق جدول إيران — السعودية وإيران- تركيا، متماثلة مع الفاعلين الدوليين روسيا والولايات المتحدة كل مع حلفائه.
وفي مقابلة عبر برنامج "بانوراما"، تساءل الساعدي فيما "إذا كان من الطبيعي أن تكون للولايات المتحدة تدخلات على الساحة العراقية وتأثيرات على المسار السياسي فيه، فيما لا يسمح أن يكون لروسيا أو إيران أو الصين أو بلدان أخرى مصالحها في العراق أيضا".
وتابع أنه "فيما تريد الولايات المتحدة أن تحافظ على فضائاتها الحيوية في الشرق الأوسط والساحة العراقية ومراكز الطاقة في الخليج، فإن لإيران طموحات تريد أن تحققها وفق آلية العولمة التي بدأتها وابتدعتها الولايات المتحدة، والتي استخدمت لتحقيقها القوة العسكرية التي طبعت سياستها الخارجية، سواء كانت هذه القوة ناعمة أو ذكية".
وأضاف أن "سعي واشنطن لتدعيم العلاقات العربية العراقية وعلى رأسها السعودية لن يؤدي إلى سحب البساط من تحت العلاقات العراقية الإيرانية، لأن هناك تفاهمات سبقت هذا التوقيت، وهناك عملية تداخل متعددة بين البلدين تبدأ من النواحي الاجتماعية والتاريخية وتنتهي بالناحيتين الأمنية والسياسية على أعلى المستويات".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني