وصرح النائب كونستانتين زاتولين، وهو نائب رئيس إحدى لجان الدوما (مجلس النواب الروسي)، للصحفيين بأن "كييف كانت قد وضعت النائب الفار (فورونينكوف) في قائمة ضحايا روسيا وبوتين شخصيا قبل مقتله".
وكما هو معلوم، فإن الذين يتولون أمور السلطة في أوكرانيا منذ وقوع الانقلاب في عاصمتها كييف عام 2014، لا يخفون عداءهم لروسيا والروس المقيمين في وطنهم والمقيمين في أوكرانيا على حد سواء، وقد شنوا الحرب على سكان جنوب شرق أوكرانيا المتاخم لروسيا، ولكنهم وافقوا على منح اللجوء لنائب الدوما السابق، الذي رأى أنه من الضروري أن يغادر روسيا بعدما خيّم عليه خطر التعرض للمسؤولية الجنائية بسبب نشاطه المشبوه كرجل أعمال.
ورجح النائب زاتولين أن يكونوا عرضوا صفقة عليه (فورونينكوف) من خلال المقايضة بالوشاية ببلاده مقابل أن يحصل على اللجوء السياسي. إلا أن الذين عرضوا صفقة على النائب الروسي السابق الفار من بلاده لا يريدون أو لا يستطيعون أن يأخذوا على عاتقهم المسؤولية عن شيء ولا يسيطرون على شيء في أوكرانيا. ولهذا لا عجب أن يلقى (فورونينكوف) مصرعه في كييف.
ويعبر النائب زاتولين عن استنكاره لجريمة القتل قبل أن يضيف: "ما من شك في أن السلطة في كييف مستعدة لقتل أي كان".
وإلى ذلك أكد مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية أنطون غيراشينكو أن من سمّاه "قاتل فورونينكوف"، والذي كان قد توفي في المستشفى في يوم ارتكاب الجريمة كان مواطناً أوكرانياً وخدم العلم الوطني في صفوف الحرس الوطني.
وزعم مستشار الداخلية الأوكرانية أن القاتل "نفذ تعليمات المخابرات الروسية التي جنّدته في عام 2014".
واللافت للنظر أن أركان السلطة الأوكرانية أسرعوا باتهام روسيا قبل إجراء أي تحقيق، مما يدعم شبهة وقوفهم وراء جريمة القتل التي نفذت في وسط العاصمة الأوكرانية في وضح النهار.