يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين انفتاحا غير مسبوق، تمثل بزيارات متبادلة تخللتها تصريحات متفائلة بعلاقات مستقبلية وطيدة.
عن ذلك يقول رئيس مركز القرار السياسي العراقي هادي جلو مرعي لوكالة "سبوتنيك" " مايجعل خطوة المملكة السعودية جدية تجاه العراق والمتمثلة بإلغاء الديون المترتبة بذمة بغداد للملكة هو ارتباط هذه الخطوة بمساعي سعودية لتغيير سياستها في المنطقة، حيث بدأت تشعر ببعض الحرج نتيجة تداخل الملفات لديها في سوريا والبحرين واليمن وفي العراق ولبنان، وكذلك استنزاف مواردها في حرب اليمن، وكذلك حاجتها لمسايرة اللاعب الأمريكي في إطار تغيير الاستراتيجية الأمريكية في العراق من قبل الرئيس ترامب الذي اجتمع بولي العهد السعودي وكانت لديه اتصال مع الملك سلمان، كما أن محاولات المملكة السعودية هي قريبة من المحاولات الأمريكية بتغيير الأوضاع في هذا البلد والضغط باتجاه تقليل النفوذ الإيراني، خاصة وأن الولايات المتحدة تشعر أن إيران متنفذة جدا في العراق، ورأس الحربة في مشروعها بتغيير الأوضاع في العراق هي المملكة السعودية وليس بلد آخر، كون السعودية البلد الوحيد المؤهل لمجاراة إيران في العراق، لذلك فإن الرياض تفهمت الرؤية الأمريكية".
وأضاف مرعي "ولو كان هذا المشروع الأمريكي مطروح من بلد آخر غير الولايات المتحدة لما تقبلته السعودية. وأعتقد أن جدية المملكة مرتبطة بالموقف الأمريكي الجاد تجاه العراق، وكذلك شعور الرياض إن السياسة السابقة التي اتبعتها مع بغداد لم تكن ناجحة ولم تحقق الهدف، وأنها كانت فاشلة بالمجمل ، لذا يجب تغيير الطريقة التي كانت تدير بها الرياض الأمور، ومن بين هذه الإجراءات جاءت زيارة وزير الخارجية السعودي إلى بغداد وكذلك تعيين سفير وفتح ممرات حدودية برية وجوية وتمتين العلاقات الاقتصادية والتجارية، وعزم المملكة إلغاء الديون المترتبة بذمة العراق، هذه الإجراءات مرتبطة بواقع جديد ومتغير اعتقد انه سيكون ذات تأثير اكبر في المرحلة المقبلة".
من جانبه قال الصحفي والكاتب السياسي غياث عبد الحميد لوكالة "سبوتنيك" " أعتقد أن الخطوات السعودية تجاه العراق جاءت ضمن إطار القرار الأمريكي القاضي بعودة العراق الى الحضن العربي لغاية رئيسية تتمثل بتحجيم إيران، فمن المعروف أن لإيران مصالح كبيرة في العراق، وانطلاقا من هذا الفهم أمرت الولايات المتحدة السعودية ودولا عربية أخرى إلى التعاون مع العراق وتقليل لغة العداء للعراق واحتضان العراق من جديد، والدول العربية في اجتماع القمة العربية المزمع عقده في الأردن ينوون إدانة ايران على اعتبار أنها تقود الإرهاب في العراق والمنطقة".
وأضاف عبد الحميد "ما يخص إعمار العراق لوكانت هناك جدية لدى الجانب الأمريكي لقامت بذلك منذ قيامها بغزو العراق عام 2003 ، ولما جاءت الولايات المتحدة بتنظيم داعش في العراق، وهي اليوم تدعم تقسيم العراق عبر تأييدها للفدراليات. فالعراقيون فقدوا الثقة بأمريكا وبالسعودية وببريطانيا".