وتحدث المؤرخ فليشيه، وهو العضو في مركز رولاند موسنييه التابع لجامعة السوربون، لـ"سبوتنيك" عن نظرته إلى مجمل الأشياء الحاصلة في المنطقة وقال: تنتهج إسرائيل سياسة انتهازية في الشرق الأوسط وتسعى إلى ضمان استمرار بقاءها السياسي في بيئة ومحيط خطيرين للغاية بالنسبة لها. وبهذا المعنى يكون التعاون بينها وبين تنظيم "داعش" مفيد جداً لها.
وأضاف: تتّبع اسرائيل سياسة توازن، فهي لا تتمنى زوال "داعش"، وعلاوة على ذلك فإن التنظيم الإرهابي لم يعلن ولم يقم في يوم من الأيام بمهاجمة إسرائيل من وجهة نظر عسكرية أو حتى إيديولوجية، وهو الأمر الذي يظهر لنا بصراحة بأن إسرائيل ليست العدو الحقيقي لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وعلاوة على ذلك، يضيف الخبير فليشيه، إن إسرائيل قامت — في سبيل ضمان هذه الراحة والهدوء السياسي — باستضافة عناصر من التنظيم الإرهابي ومعالجتهم في مستشفياتها ومن ثم إعادة إرسالهم إلى جبهة القتال ضد الجيش العربي السوري… فبالنسبة لإسرائيل فإن داعش مهتم للغاية في عدم استمرار الاستقرار في المنطقة المحيطة بإسرائيل.
وأضاف: لعبت إسرائيل دور من وراء الكواليس بخصوص "داعش"، لأن إسرائيل لها مصلحة بنهاية المطاف في ضمان عدم استقرار المنطقة المحيطة بها إلى أقصى حد ممكن، وذلك لضمان إدامة استقرارها. "إنها سياسة مضحكة وساخرة ولكنها حقيقية وواقعية".
وختم فليشه: في السابق صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ غارات جوية على القوافل التي تحمل أسلحة إلى حزب الله في سوريا. ورداً على ذلك أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن حماية الحدود الوطنية واجب للسطات السورية.