موسكو — سبوتنيك
وقالت سيمونيان، تعليقاً على دراسة أجراها متخصصون من مركز "راند" الأمريكي، وتعرض تركيز السلطات الأمريكية على "تشويه سمعة "RT"، اليوم: "ضمن قائمة رهاب المحللين الغربيين، تقع قناة "RT" في مكان ما، وسط تهديد صاروخي "توبول-أم " و"اسكندر"، إن العرض المتعلق بإغلاق الأثير في حال وقوع حرب، جعل من نهاري مميزاً مضحكاً وممتعاً".
والجدير بالذكر أن متخصصين من مركز أبحاث "راند" الأمريكي، نشروا عملاً بعنوان "مفهوم الحرب الروسية الهجينة وما يجب القيام به"، ويروي التقرير المنشور المخاطر التي تقوم بها موسكو، عبر ما أسمته الدراسة بـــ"الحرب الهجينة"، وتنظر الوثيقة في الوسائل التي يجب اتباعها "لحماية المصالح الأمريكية". وعلى وجه الخصوص، تؤكد الوثيقة على ضرورة "بذل المزيد من العمل الذي يتعين القيام به في هذا المجال المعقد، علماً بأن الدراسات الأولية، وكما يشير التقرير، تؤكد أنه ربما سيكون من الأفضل التركيز على تشويه سمعة الموارد الإعلامية مثل "روسيا سيغودنيا"، والتركيز على عمليات التوعية بشأن المعلومات الخاطئة، بدلاً من أن تتم محاربة كل محاولة إعلامية على حدة، وفق مبدأ "العين بالعين". وفي الحالات القصوى، مثل أوقات الحرب، قد يكون من الضروري القيام بحظر مؤقت، لبث وسائل الإعلام الروسية.
هذا ويعود الصراع والمنافسة بين قناة "RT" الروسية، مع غيرها من وسائل الإعلام الغربية إلى زمن بعيد، لكنه اتخذ منحى مختلف منذ أن اتخذ البرلمان الأوروبي قراراً يتعلق بهذا الشأن، يوم الأربعاء 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تحت عنوان "الاتصالات الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي كوسيلة لمواجهة دعاية أطراف ثالثة"، حيث زعم البرلمان الأوروبي في قراره المذكور، بأن روسيا تقوم بتمويل المؤسسات، والأحزاب المعارضة في الدول الأعضاء ضمن الاتحاد الأوروبي، وأنها تستخدم علاقاتها الثنائية بغية بث الشقاق بين أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وجاء في القرار أن كلاً من قناة "RT" الروسية بالذات، ووكالة "سبوتنيك" للأنباء، إضافة لصندوق "روسكي مير"، فضلاً عن وكالة "روس سوترودنيتشيستفو" التابعة لوزارة الخارجية الروسية، تمثل جميعها تهديداً إعلامياً للاتحاد الأوروبي. وقارن صُياغ القرار أهمية مواجهة ما أسموه "الأخطار الصادرة عن روسيا"، بمواجهة أعمال تنظيم "داعش" الإرهابي، المحظور في روسيا وفي عدد من دول العالم.
وتضمنت وثيقة القرار الصادر سابقاً، صيغاً تقترب من الدعوة لوضع وسائل الإعلام الروسية تحت الرقابة، ومن بينها قناة "RT" التلفزيونية. ودعت وثيقة القرار دول الاتحاد الأوروبي، لسنِّ "مبادرات قانونية ملموسة، من أجل التعامل مع مشكلة التضليل والدعاية بكفاءة ومسؤولية، وأشار معدو الوثيقة حينها، إلى وجود حاجة للتعددية الإعلامية، ولحرية الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفي سياق تعليقه على القرار الأوروبي الصادر حينها، هنأ وسائل الإعلام الروسية، وخاصة قناة "RT" التلفزيونية، ووكالة "سبوتنيك" للأنباء، لنجاحهما في عملهما، مؤكداً أن ممثلي وسائل الإعلام والصحفيين الروس، الذين دفعوا ممثلي الهيئة الأوروبية لاتخاذ مثل هذه القرارات، يستحقون التهنئة، لكونهم يقومون، على ما يبدو، بعملهم بنشاط وفعالية وموهبة.