نزح زكي إلى القاهرة والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأثناء دراسته عمل في مسرحية "هالو شلبي" حتى لفت إليه أنظار المخرجين. تخرج زكي من المعهد عام 1973، وكان الأول على دفعته حتى عمل في المسرح وشارك في أعمال ناجحة منها (مدرسة المشاغبين، أولادنا في لندن، العيال كبرت)، حتى ذاع صيته وبدأ يقبل عليه المخرجون.
في عام 1979، كانت أول بطولة سينمائية للفتى الأسمر في فيلم "شفيقة ومتولي"، حيث وقف فيه أمام كبار النجوم منهم سعاد حسني، ومحمود عبد العزيز، وجميل راتب، حتى صقل موهبته وأصبح الحصان الرابح لدى المنتجين والمخرجين، فاختاره يوسف شاهين في فيلم إسكندرية ليه، ثم فيلم الباطنية، دعوة على العشاء، طائر على الطريق، البريء، زوجة رجل مهم، سواق الهانم، اضحك الصورة تطلع حلوة، الباشا، وأبرزهما فيلما عبد الناصر56، والسادات، والتي جسد فيهما شخصية الزعيمين جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات.
زي النهاردة 27 مارس 2005 إتوفي العبقري أحمد زكي pic.twitter.com/DBynbGwIBI
— Old Is Gold (@OldIsGold__) March 26, 2017
وعن الحكايات والكواليس التي مازال البعض يرويها حول الفتى الأسمر ويعرفها الجمهور للمرة الأولى، قوة أحمد زكي الفنية التي كان الجميع يلحظها على الشاشة في أعماله، ربما كانت تخفي وراءها الكثير من الأمور، فهو لم يكن أبداً ينظر إلى ما يقدمه، حسبما روت الفنانة لبلبة التي شاركته بطولة فيلم "ضد الحكومة"، مؤكدة أنه كان يخاف من مشاهدة أعماله، وحينما يكون هناك عرض خاص كان زكي يهرب منه قبل عرض الفيلم بلحظات بسبب الخوف والقلق من مصير العمل.
أما المخرجة إيناس الدغيدي، فكان لها مع الراحل قصص وحكايات، خاصة لأنهما عملا معاً كثيراً وكانا يعيشان في نفس الحي السكني، ما جعل العلاقة بينهما كبيرة، حيث كشفت الدغيدي عن السبب وراء فشل علاقات أحمد زكي العاطفية، وأرجعت ذلك إلى ما حدث له من أمه وهو صغير، وذلك بعدما تركته والدته وتزوجت وقام خاله بتربيته، وهو ما تسبب في مشكلة له بسن صغيرة، واستمرت بعد ذلك، حيث كانت دائما علاقاته العاطفية تنتهي بالفشل وهو ما حدث في زواجه أيضاً، خاصة وأنه لم يكن يعرف ما يريده من العلاقة وهل هو في حاجه إلى حبيبة أم صديقة أم غير ذلك.
وحول فيلم "أستاكوزا" الذي قدمه زكي بصحبة الفنانة السورية رغدة، وأخرجته الدغيدي، فرغم النجاح الكبير الذي حققه العمل، إلا أن المفاجأة كانت اعتراض أحمد زكي عليه لأربع سنوات كاملة بسبب مشهد ضرب رغدة للبطل في منطقة حساسة، وهو ما كان زكي يرفضه بشدة ويرغب في حذفه، ولكن إيناس الدغيدي كانت ترى في المشهد محركا رئيسيا للأحداث، لذلك كانت تصر على وجوده، وبعد أربع سنوات استجاب زكي لرغبتها وقام بتصوير الفيلم، ولكنه أخبرها أن لديها مشكلة مع الرجال وتتعمد إظهارهم بهذا الشكل في أفلامها.
كل فرحة وليها ثمن #احمد_زكي ♥ pic.twitter.com/dl2X9HcT9G
— ☕ѕмιℓєу.нυ∂α⚽ (@Alhaddar_93) March 23, 2017
كواليس أخرى، لكن تلك المرة مريرة، ألا وهي فترة المرض، والتي تحدث عنها الماكيير محمد عشوب الذي كان صديقاً للراحل، وأوضح أنه أثناء تصوير فيلم "معالي الوزير" كان زكي يضع أمامه أربع علب سجائر من أنواع مختلفة، وهو أمر شديد الخطورة، وحينما سأله عشوب عن السبب أجابه زكي، قائلا "عشان السرطان يخش بسرعة"، وبالفعل مع نهاية تصوير الفيلم هاجم المرض أحمد زكي.
ووقت تصوير فيلم "حليم" كان زكي يعاني من صعوبات بالغة، وهو ما دفع الطبيب لإخبار عشوب أن أحمد زكي لن يكمل الفيلم بسبب المرض، وهو الأمر الذي علم به عماد أديب، ولكنه قرر استكمال الفيلم حتى يحقق حلم زكي في تجسيد شخصية عبد الحليم حافظ.
#احمد_زكي الراجل ده قال كل الكلام اللي الكل خاف يقوله من غير ثوره ومن غير محن ولا مؤسسات تدافع عنه تحية احترام لأحمد ذكي رحمة الله عليه😍😍 pic.twitter.com/SznK7xQuOa
— Reda🎀Ali😉✈ (@RedaAli95153612) March 28, 2017
أصيب زكي بسرطان الرئة والذي عانى منه كثيراً حتى أنه في آواخر أيامه أصيب بفقدان بصره ولم يكن يهوى أن يعرف ذلك للمحيطين به، فكان يحاول أن يبدي طبيعياً حتى لا يلحظ من حوله ما وصل إليه حتى تدهورت حالته وساءت نفسيته ليرحل النجم والإمبراطور والباشا صاحب دعوة على العشاء وزوجة رجل مهم وسواق الهانم والبرئ، في مساء يوم الـ27 من مارس / آذار عام 2005.