الرابع والعشرون من أغسطس (آب) 2016، أطلقت تركيا عملية "درع الفرات" العسكرية في سوريا، التي كانت تنفذها بالتعاون مع مسلحي "الجيش السوري الحر" وفصائل متحالفة معه من المعارضة السورية، من أجل تطهير كامل المنطقة السورية الحدودية مع تركيا من "جميع الإرهابيين" وطردهم نحو عمق سوريا، حسب ما تقوله أنقرة.
مجلس الأمن القومي التركي أعلن أن عملية "درع الفرات"، انتهت بنجاح. من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن الأمور في مدينة الباب تقع تحت السيطرة الكاملة، ما يعني نجاح العملية ، لكنه أكد حال تطلب الأمر اتخاذُ تدابيرَ في سوريا لاحقا، فسيتم إطلاق عملية جديدة تحت اسم آخر، دون الإشارة إلى سحب الجيش التركي قواته من الأراضي السورية.
خيري كيرباج أوغلو، المحلل السياسي التركي، أشار إلى أن هذا القرار يتزامن عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ومع تصريحات روسية بدعم وقف العمليات في شمال سوريا، ما يدل على الموقف الروسي والأمريكي تجاه سوريا، ومع إعلان واشنطن استمرار دعمها للأكراد رغم معارضة تركيا، مؤكدا أن القرار يأتي نتيجة اتفاق روسي أمريكي، مقيما الدور التركي في سوريا بأنه باء بالفشل.
وأوضح كيرباج لبرنامج "ملفات ساخنة" على أثير إذاعة "سبوتنيك"، أن تركيا تخلت عن كثير من جهات المعارضة في سوريا، وهذا واضح في مباحثات التسوية في جنيف، لكنها تبقى أيضا في انتظار الموقف الأمريكي من سوريا حتى تكون أكثر قربا منه، مُعتقدا أن الدور التركي سيقتصر على دور الوسيط في المرحلة القادمة وتخفف من العمليات العسكرية.
المحلل السياسي الروسي، أندريه أنتيكوف، قال إن هذا كان قرارا متوقعا، بسبب صعوبة التقدم التركي عسكريا في هذه المناطق بتواجد روسي أمريكي، والتوافق على المناطق التي تسيطر عليها القوتان، في اجتماع رؤساء الأركان في وقت سابق، والذي لا يجعل للأتراك مكانا في سوريا، رغم الخلاف حول موضوع الأكراد، الذي لم تسمح لهم أمريكا القيام بعمليات عسكرية في تركيا، متوقعا أن هناك اتفاق روسي أمريكي تركي على مستقبل الأكراد.
وأكد أن روسيا واضحة في موقفها برفضها تقسيم سوريا، أو ما يخص دولة كردية مستقلة، هو كله مرفوض تماما من روسيا، وترفض حتى "فدرلة" سوريا، فهي تركز فقط على مكافحة الإرهاب والحل السياسي.
وأكد السياسي وعضو مجلس الشعب السوري السابق، فيصل عزوز، على أن القرار التركي جاء في إطار عمليات التنسيق التي تتم بين روسيا وتركيا، متوقعا استبعاد تركيا من عمليات تطهير مدينة "الرقة من "داعش.
وأشار إلى أن تركيا تبحث مناطق آمنة لحدودها من خطر الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، ما يمثل ورقة ضغط على تركيا لاستبعاد المواجهة مع الأكراد.
إعداد وتقديم: عبدالله حميد