عمان — سبوتنيك.
اللافت للانتباه أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن قرارها بناء المستوطنة جاء بعد يوم واحد فقط من انتهاء أعمال القمة العربية في الأردن الذي تضمن بيانها الختامي إدانة شديدة للسياسة الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية التوسعية غير القانونية بمختلف مظاهرها على كامل أرض دولة فلسطين المحتلة عام 1967، كما أكد على تمسك الدول العربية والتزامها بمبادرة السلام العربية ومطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي أكد على أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعقبة في طريق السلام، وطالب إسرائيل بالوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وفي تعليقه على الموضوع قال السفير وعضو المجلس الوطني الفلسطيني السابق ربحي حلوم لوكالة "سبوتنيك" إن قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء مستوطنة جديدة عقب توصيات القمة العربية الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، هو في الواقع تحد للقمة وقراراتها بل ولجميع الدول العربية كما أنه يمثل رسالة إسرائيلية جديدة مفادها رفض مبادرة السلام العربية مع إسرائيل التي أقرها العرب في قمة بيروت عام 2002 وأعاد البيان الختامي للقمة العربية في البحر الميت التأكيد على تمسك والتزام الدول العربية بها تماما كما وردت في نسختها الأصلية.
وأضاف حلوم أن قراء إنشاء المستوطنة الجديدة يمثل كذلك تحد إسرائيلي للمجتمع الدولي وشرعيته ولأي جهود قد تبذل على المستوى الدولي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،كما انه استمرار لنهج إسرائيل التوسعي الاستيطاني القائم على ضم المناطق "ب" و"ج " التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية حسب اتفاقيات أوسلو ،وذلك استكمالا لمشروع ضم كل أراضي الضفة الغربية للدولة العبرية التي تعتبرها إسرائيل أراضي " يهودا والسامرة" ،مطالبا في ذات السياق الدول العربية باتباع نهج المقاومة ضد الاحتلال لأنه الوحيد القادر حسب دروس التاريخ على انتزاع الحقوق الفلسطينية التاريخية من الاحتلال الإسرائيلي
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني سلطان الحطاب لوكالة "سبوتنيك" إن قرار حكومة الاحتلال بإنشاء مستوطنة جديدة يمثل استهتارا جديدا بكل القرارات على المستويين الإقليمي والدولي، وما كانت إسرائيل لتتخذه لولا معرفتها جيدا بأنها بمنأى عن الشرعية الدولية ولا تعاقب على خروقاتها المستمرة لقراراتها.
حطاب أعرب عن اعتقاده بأن القمة العربية الأخيرة في الأردن لم تنعقد للتصدي للسياسات والقرارات الإسرائيلية العدوانية تجاه الحقوق الفلسطينية ،بل إنها عقدت ربما لأسباب أخرى والدليل على ذلك هو أن إسرائيل خرقت قرارات القمة قبل أن يجف الحبر الذي كتبت فيه
وأضاف حطاب أن على القمة العربية التي يترأسها الأردن، أن تتصدى بحزم للقرار الاستيطاني الإسرائيلي الجديد ،إن كان من أهدافها فعلا الوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية التوسعية لاسيما بعد صدور قرار مجلس الأمن الجديد رقم 2334 قبل عدة أسابيع والذي يتصدى للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويعتبره غير شرعي.