وحسب "لوس آنجلوس تايمز" الأمريكية، قالت الأميرة التي تعمل كأمين عام لمؤسسة الوليد للأعمال الخيرية، وهي منظمة توفر تدريباً قانونياً للمرأة: إنه "من المهم حقاً التأكيد على مدى التقدم الذي تم إحرازه لتمكين المرأة في جميع أنحاء المملكة".
في الشهر الماضي، تجمعت مجموعة من النساء من جميع أنحاء العالم في العاصمة السعودية الرياض، لعقد مؤتمر لتمكين المرأة، وهو الأول من نوعه في الدولة العربية ذات الطابع المحافظ. وقد شاركت الأميرة ببعض الآراء حول مدى ما حققته المرأة السعودية.
وقالت الأميرة السعودية في محادثة هاتفية لـ"لوس آنجلوس تايمز" من الرياض: "كان التوقيت المثالي بالنسبة لنا في المملكة العربية السعودية من أجل عقد ذلك المؤتمر. لدينا الكثير الذي نريد أن نسلط الضوء عليه من منظور تحقيق وتطور أهمية دور المرأة السعودية داخل المجتمع السعودي…وكيف أن هذا الدور فعال جدا في مجتمعنا".
وأضافت: "كان هذا المؤتمر هو أول مؤتمر يكرس حقاً للمرأة، وكيف يمكننا التعاون مع بعضنا البعض لمساعدة النساء والفتيات على تحقيق أحلامهن داخل بلدهن، دون الاعتماد على الفرص المتعلقة بالمنح الدراسية أو السفر إلى الخارج. أنا لا أقول إن الدراسة في الخارج…شيء سيء، لا. نحن نحاول فقط تسليط الضوء على الفرص داخل بلدنا".
وقالت: "أردنا أن نخلق نماذج يحتذى بها للجيل الجديد. كان من المهم بالنسبة لنا أن يكون لدينا عدد كبير من النساء الناجحات جدا في المؤتمر، لإخبار الفتيات في المملكة العربية السعودية بأنه كلما أردت البحث عن سيدة ناجحة، فإن هناك نساء مسلمات في السعودية يجب أن تعرفوهن".
وأضافت: "جاءت أهمية المؤتمر أيضاً، لأننا نعتقد أننا نحن النساء السعوديات يساء الحكم علينا من قبل العالم. ويبقى الناس يتحدثون بالنيابة عنا، لكنهم لا يعرفوننا".
هل تريد المرأة السعودية القيم الغربية…وهل ترغب في تبادل الأدوار مع الرجل؟
أجابت الأميرة لمياء على هذا السؤال وقالت: "قد يكون ذلك سببا في سوء فهم المرأة السعودية. إذا فهم العالم ثقافتنا وتقاليدنا القبلية، التي نفخر بها جدا جدا، فسوف يفهم أن أدوار الجنسين (المرأة والرجل) هي جزء من تقاليدنا. إنه تراثنا. والقيم الغربية ليست ذات صلة بنا. ربما نود أن نستكشف، كما قد يرغب شخص غربي في استكشافنا… لفهم المزيد عن التراث العربي".
وأضافت: "في النهاية، أنا لا أقول أن هناك طريقة واحدة خطأ، وطريقة واحدة صحيحة. ولكني أريد تسليط الضوء على شيء واحد وهو إن السيدات في المملكة العربية السعودية ينجحن ويتحققن، ويصلن إلى مناصب رفيعة جدا في الحكومة، وحتى في القطاع الخاص".
كيف تعارضين تصور الغرب بأن السعوديات يتعرضن للاضطهاد وليس لهن حقوق؟
أجابت الأميرة: "هذا أمر مزعج حقا. مجرد إجراء بحث على "غوغل" سوف تجدون أن لدينا أول انتخابات للمجالس البلدية شاركت بها المرأة في عام 2015. ثانياً هناك ما يقرب من 30٪ من الأعضاء النشطين في مجلس الشورى من النساء، وهو ما يعادل الكونغرس. ثالثاً في بلدنا كلما كانت لدينا فرصة عمل بها سيدة ورجل في نفس الوظيفة، فإن المرأة لن تأخذ راتب أقل من الرجل بموجب القانون. نعم نعم، لدينا بعض العقبات. ولكن لدينا الكثير من الحقوق".
وأضافت: "يجب أن نأخذ في الاعتبار أننا بلد صغير جدا وعمره فقط 85 سنة. والعقلية القبلية من الصعب جداً كسرها. وليس من السهل أن تحدث كل هذه التغييرات في 85 عاما".
كيف تردون على التقارير التي تفيد بأن نظام الوصاية يجبر بعض النساء السعوديات على الهروب سراً من بلدهن؟
ورداً على هذا السؤال قالت الأميرة: "ما من شك في أن بعض النساء واجهن تحديات في قانون الوصاية على الذكور. لا أستطيع الجلوس هنا وأقول لكم أن كل شيء على ما يرام. ولكن من المهم أن نفهم أن قوانين مثل هذه القوانين متجذرة في التقاليد القبلية القوية، والتفسير الصارم للدين، وتاريخنا في صنع القرار الجماعي. وسيستغرق الأمر وقتا لنا لتحقيق التوازن بين احترام هذه التقاليد وضمان تمتع المرأة بالحرية والاستقلال اللذين تستحقهما".
وأضافت: "لكن الأمر الآن ليس مثل السابق، حيث كان أكثر صرامة. لكنه الآن أكثر مرونة. وتنازلت الحكومة عن ضرورة حصول المرأة على موافقة ولي الأمر على أنواع معينة من العمل في عام 2012.
ما هي بعض الإنجازات المحددة فيما يتعلق بحقوق المرأة السعودية في السنوات الأخيرة؟
قالت: "هناك إنجازات مذهلة في القطاع المصرفي. ففي فبراير/ شباط الماضي، تم تعيين نساء لرئاسة بنكين في المملكة العربية السعودية، وبورصة المملكة. ولدينا عدد كبير من الأطباء في قطاع الصحة. ولدينا الآن عدد أكبر من النساء اللواتي يلتحقن بجامعاتنا أكثر من الرجال. وفي عام 2015 وحده كان هناك أكثر من 51 في المئة من خريجي الجامعات من النساء".
وأضافت: "هناك علامات على التقدم في كل مكان من حولنا. نحن بحاجة فقط للحفاظ على العمل".
هل ما زالت هناك مجالات عمل يجب على النساء إحراز تقدم فيها؟
أجابت الأميرة: "بطبيعة الحال، هناك الكثير الذي لا يزال يتعين علينا تحقيقه. وهناك الكثير من مجال التي نسعى للتقدم فيها. ولكن قبل إتاحة هذه الفرص، يتعين علينا تدريب هؤلاء النساء على فهم أهمية تعاونهن".
وقالت: هناك عدد هائل من النساء اللاتي يتعلمن، لكنهن لا يفهمن أهمية تعاونهن في تنمية المجتمع. وهن يعتقدن أن كونهن أمهات يربين أطفالهن، أكثر أهمية من الحصول على وظيفة، وأنا أيضا أحترام ذلك تماماً وأدعمه حقاً".