وكشف الناشط البيئي من محافظة ميسان، أقصى الجنوب العراقي، أحمد صالح نعمة في حديث لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، عن إحصائية بعدد السياح الذين زاروا أهوار المحافظة، خلال شهري شباط/فبراير، وآذار/مارس الماضيين، ما بين (6-7) آلاف سائح، والأعداد في توافد مستمر.
وجاء السياح لاسيما البغداديون، عبر شركات سياحية ساهمت بدور كبير في فتح باب السياحية الآثارية في البلاد ومنها، شركة شبعاد العراق، التي اقتبست اسمها من الملكة السومرية الجميلة "بو أبي"، تنظم كل جمعة وسبت "العطلة الرسمية في البلاد" رحلات إلى أهوار ميسان والناصرية وأثار بابل بشكل خاص، وتأخذ العوائل إلى جمال وسحر التراث العراقي وثرواته غير المستثمرة.
وصرح المدير التنفيذ بشركة شبعاد العراق، علي كاظم، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، بأنه حتى الآن نظمت 15 رحلة إلى أهوار ميسان، في كل رحلة عشرات الأفراد — بينهم من أعجبه الذهاب مرة أخرى بسبب استمتاعهم وأن الرحلات نالت استحسانهم.
ولفت كاظم إلى أن عددا من السياح العراقيين المغربين تواصلوا مع الشركة، لزيارة أهوار الجنوب، وتم لهم ذلك ببرامج خاصة، كما يصادف السياح العراقيون سائحين أجانب جاءوا من بلدان مختلفة.
ونوه كاظم إلى أن الأهوار تشهد سياحة منذ شباط/فبراير، أي مع أولى نسائم الربيع، وحتى اللحظة إلى الشهر الخامس من العام، وهو موسمها الخاص، لأنه من بعدها الأجواء تكون حارة قلما من يتحمل حرارة الشمس التي تكون عامودية.
وساوت شركة شبعاد في اختيار فندقين محلي هو "جنة عدن" وآخر أجنبي استثمار تركي هو "فندق كورمك"، وتعاملها ببرنامجها السياحي الذي وصفه كل الذين سافروا معها، الجمعة الماضي، إلى أهوار ميسان، بالممتازة وذات المصداقية العالية.
جانبه تحدث الباحث الأثاري الشهير في العراق من محافظة ذي قار، عامر عبد الرزاق، في تصريح خاص لمراسلتنا، عن أهوار المحافظة، عددا ً هائلا ً من السواح يفوق المقبلين على مثيلتها في ميسان.
ويقول عبد الرزاق "إن السياحة في الأهوار شهدت قفزة نوعية تحدث لأول مرة في التاريخ، منذ نشوء أول حكومة عراقية في الثلاثينيات، إلى يومنا هذا — عدد هائل وكبير يأتي إلى مناطق الأهوار خاصة بعدما ضمت على لائحة التراث العالمي منتصف العام الماضي".
وتابع، سجلنا من كانون الثاني/يناير الماضي، حسب شخصيات مختصة ونشطاء ومنظمة الجبايش للسياحية، إحصائية تقديرية بعشرات الآلاف من السياح، وفي يوم واحد فقط هو 21 آذار/مارس أعياد النوروز ما يقارب الـ10 آلاف أتى لأهوار ذي قارو — وهذا مذهل.
واعتبر عبد الرزاق هذا الإقبال السياحي على أهوار ذي قار، له أثر كبير على العراق، بخلق اقتصاد بديل عن النفط، مختتما حديثة بالإشادة بالإمكانيات التي قدمها أبناء الأهوار من ترفيه وصيد للسمك وشيه وبيعه، مستثمرين الأعداد الكبيرة للسواح ببناء المضايف لها لأجل الاستراحة.