وتتركز الاشتباكات في حي الطيري شمال عين الحلوة حيث تتمركز جماعة بلال بدر، وتستخدم فيها الأسلحة الرشاشة القذائف الصاروخية بكثافة.
ولم تعرف حتى الآن حصيلة دقيقة لعدد الإصابات، لكن معلومات من داخل عين الحلوة تحدثت عن مقتل شخصين وإصابة ما بين 15 و 20 شخصاً منذ بدء الاشتباكات مساء يوم الجمعة الماضي.
وأدت الاشتباكات إلى تضرر وإحراق عدد كبيرة من المنازل والمحلات التجارية والسيارات، فيما تستمر حركة النزوح للمدنيين سواء من محيط منطقة الاشتباكات في شمال عين الحلوة إلى أحياء أكثر أمناً، أو من المخيم باتجاه مدينة صيدا.
وفي مؤشر على حدة المعارك سقطت قذيفة على مستشفى صيدا الحكومي الملاصقة لمخيم عين الحلوة، وكان قد سجل سقوط قذيفتين في منطقتي التعمير وسيروب دون تسجيل خسائر بالأرواح.
وعزز الجيش اللبناني مواقعه عند أطراف عين الحلوة، لا سيما قرب أحياء جبل الحليب وسيروب والنبعة، بسبب اشتداد وتيرة الاشتباكات، فيما قطعت قوى الأمن اللبنانية الطريق الرئيسي المحاذي للمخيم.
وبحسب ما قالت مصادر فلسطينية لـ"سبوتنيك" فإن حركة "فتح" حاسمة في أمر القضاء على مجموعة بلال بدر، كخطوة أساسية لإعادة الأمن إلى عين الحلوة، بعدما وقفت هذه المجموعة المتشددة عائقاً أمام تنفيذ خطة أمنية تمّ التوافق عليها بين الفصائل الفلسطينية، عبر تشكيل قوة أمنية مشتركة لضبط الأمن داخل المخيم.
ومن المؤشرات على أن ثمة قراراً بالحسم العسكري داخل المخيم، أن حركة "فتح" استقدمت مساء أمس السبت، تعزيزات مسلحة من المخيمات الفلسطينية المجاورة، ولا سيما مخيم الرشيدية في مدينة صور جنوب لبنان.
ونقلت مواقع إعلامية فلسطينية عن القيادي في حركة "فتح" العميد محمود عيسى الملقب بـ "أبو العبد اللينو" قوله إن "التعزيزات وصلت إلى مخيم عين الحلوة"، وأن "لا توقف عن القتال حتى اعتقال بلال بدر وتسليمه".
وشدد على أن "القرار اتخذ بوضع حد لما يسمى بلال بدر وللمجموعات التكفيرية التي تسانده".
وترددت معلومات عن أن بلال بدر لجأ إلى الشيخ أسامة الشهابي، الذي يقود مجموعة إسلامية متشددة أخرى في عين حلوة، بعدما نجح المسلحون التابعون لحركة "فتح" في اقتحام منزله.
وفي تسجيل صوتي، قال الشهابي إن بلال بدر، وكّله "بكل شيء"، من دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يعني رغبة في التفاوض.
ولم يخل التسجيل الصوتي للشهابي من تهديدات، إذ حذر من ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺨﻴﻢ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ "ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻚ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ"، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﻟﻮﻗﻒ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ.
ويبدو أن الأمور متجهة إلى تصعيد أكبر، في ظل المؤشرات على أن حركة "فتح" ماضية في قرارها إنهاء حد لظاهرة بلال بدر، متسلحة بدعم من معظم الفصائل الأخرى في المخيم، سواء بشكل مباشر أو ضمني.