صيدا — سبوتنيك. وشهد المخيم ظهر اليوم، أعنف الاشتباكات على الإطلاق بين مقاتلي حركة "فتح"، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومجموعة "بلال بدر" الإسلامية المتشددة، التي يشتبه في مبايعتها لـ"جبهة النصرة" في سوريا.
وتركزت الاشتباكات في حي الطيري، شمال المخيم، الذي يتمركز فيه مسلحو مجموعة "بلال بدر"، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون، فيما سجلت عمليات قنص، في منطقة المواجهات، والأحياء المحاذية لها.
وكان ليل أمس قد سجل تراجعاً في وتيرة الاشتباكات، حيث ساد هدوء حذر، خرقته بعض القذائف والرشقات النارية في حي الطيرة، حيث تتمركز مجموعة بلال بدر.
وقال مصدر فلسطيني مستقل من داخل المخيم لـ"سبوتنيك" إن فترة الهدوء النسبي الذي شهده المخيم، جاءت في وقت كانت فيه القوات الأمنية التابعة لحركة "فتح" تنتظر رد مجموعة "بلال بدر" بإخلاء حي الطيرة، وانتشار القوة المشتركة.
لكن الأمور أخذت تتدهور منذ ساعات الصباح، في ظل تأكيد مصادر فلسطينية، تحدثت إليها "سبوتنيك"، على أن الخيار الوحيد المطروح من قبل حركة "فتح"، هو استسلام مجموعة "بلال بدر"، واجتثاث الإرهاب من المخيم.
وبلغت الاشتباكات ذروتها منذ الساعة الواحدة من بعد الظهر، وسجلت مستوى غير مسبوق، وأدت إلى احتراق عدد من المنازل والمحلات التجارية، في حي الطيري، كما في سوق الخضار والشارع الفوقاني المحاذيان له.
وارتفعت حصيلة القتلى إلى 8 أشخاص، فيما أصيب 40 شخصاً بجروح مختلفة.
وفي هذا السياق، شدد مصدر من "فتح"، في اتصال مع "سبوتنيك"، على أن "المعركة ستستمر إلى أن يتم اجتثاث الإرهاب من مخيم عين الحلوة"، محذراً من أنه في حال نجحت المجموعات المتشددة في دحر الفصائل الفلسطينية، فسيصبح المخيم إمارة لتنظيم "داعش"، ومشدداً على أن "الجماعات التكفيرية هي عدو للشعبين الفلسطيني واللبناني ولا بد من القضاء على مشروعها التخريبي".
وحول الأسباب التي تحول دون حسم سريع للمعركة ضد مجموعة "بلال بدر"، قال المصدر إن "الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة "فتح"، تقاتل إرهابيين يختبئون في الأزقة الضيقة، ويتخذون المدنيين دروعاً بشرياً، وبالتالي فإن أي عمل عسكري لا بد أن يكون مدروساً ويأخذ في الحسبان هذه العوامل"، مشدداً في الوقت ذاته على أنه "لا خيار سوى القضاء على التكفيريين مهما طال أمد المعركة".
وتتقاطع معلومات المصدر المذكور، مع ما سبق أن أعلنه مسؤولون آخرون في الحركة، إذ نقلت مواقع فلسطينية عن أمين سر "فتح" في لبنان اللواء فتحي أبو العردات أن "لا تراجع عن الحسم، وضمان انتشار القوى الأمنيّة في حيّ الطّيرة وكل أحياء المخيّم".
وعلمت "سبوتنيك" أن اقتراحاً قدّم لحركة "فتح" للتهدئة، ويتعلق بإلقاء مجموعة "بلال بدر" السلاح، وتواريها عن الأنظار، لكن ذلك رفض بشكل قاطع.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "الأخبار" عن القيادي العميد محمود عيسى الملقب بـ"اللينو" من "فتح"(جناح محمد دحلان)، قوله إن "الكلام عن منح بلال بدر فرصة ليُسلّم سلاحه ويتوارى عن الأنظار كلامٌ خطير"، مشدداً على أن "المعركة فُتحت، ويجب أن تستمر لتصل إلى خواتيمها".
وفي ظل استمرار التدهور الأمني في عين الحلوة، استقدم الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية، من فوج المغاوير، إلى محيط المخيم، لكن وسائل إعلام لبنانية نقلت عن مصادر عسكرية تأكيدها أن لا قرار حتى الآن بدخول المخيم.